المجلة الأمريكية تخصص غلاف عددها الأخير لثورة مصر الثانية.. وتصف المتظاهرين المصريين بأنهم المحتجون الأفضل فى العالم بعنوان «الشارع يحكم فى مصر.. المحتجون الأفضل والديمقراطيون الأسوأ فى العالم»، خصصت مجلة «تايم» الأمريكية غلاف عدد هذا الأسبوع للتعليق على التطورات الأخيرة فى مصر التى تحدث عنها العالم من أقصاه إلى أدناه، ومناقشة الخطوة التالية لأكبر دولة فى العالم العربى بعد موجة من الجدل حول إذا كان ما حدث موجة ثانية من الثورة بعد تدخل الجيش الذى أسهم فى خلع الرئيس محمد مرسى. غير أن المجلة الأمريكية أوضحت أن الرئيس مرسى ظل فى منصبه وتولى السلطة لمدة عام وصفته بأنه: «12 شهرا من الاضطرابات، بلغت ذروتها فى احتجاج الملايين الذين وصفتهم بأنهم أفضل المحتجين فى العالم، ضد سياسات الانقسام لحكومته وجماعة الإخوان المسلمين التى تهيمن عليها». وأشارت المجلة إلى أن الإخوان ومؤيديهم يحشدون أنفسهم مرة أخرى فى الشوارع، لافتة إلى مقتل العشرات فى اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضى. وقالت المجلة إن انتفاضة مصر فى عام 2011 التى أسقطت حكم مبارك الاستبدادى الراسخ يبدو أنها عادت إلى نقطة البداية مجددا، فى ظل تشكيل حكومة تكنوقراطية مؤقتة، برئاسة رئيس المحكمة الدستورية، تسعى إلى تطبيق «خارطة طريق» للعودة إلى الديمقراطية والانتخابات. لكن جماعة الإخوان -حسب المجلة-، رفضت حتى الآن هذه المقترحات، ومع بقاء مرسى محتجزا فى مكان غير معلوم، يبدو أن المصالحة والوحدة الوطنية بعيدة عن الأنظار. غير أن كاتب قصة الغلاف كارل فيك، قد حذر من عودة الدولة العميقة فى مصر للظهور على السطح مرة أخرى، فى ظل هيمنة المؤسسة العسكرية على البلاد، مؤكدا أن الإخوان المسلمين لن يستسلموا من دون قتال، موضحا أن أعضاء التنظيم عانوا خلال حقبة مبارك، من الحظر وتحملوا الإساءات البشعة والقمع، ومن المنتظر أن لا يستسلموا الآن. وتوقع أن الخطوة القادمة من المؤكد أنها ستأتى من الشوارع، ستكون من جانب جماعة الإخوان. فمن غير المرجح أن يذهبوا بهدوء، حيث إنهم لا يزالون أكبر قوة سياسية فى البلاد، ويتميزون بالانضباط التنظيمى. وربما يعانون الآن صدمة فقدان السلطة، واعتقال كبار قادتهم ومقتل مؤيديهم، لكن هذا الترنح لن يستمر لفترة طويلة، ويستشهد الكاتب بما قاله الوزير السابق عمرو دراج: «أعتقد أننا سنواصل كما واصلنا لمدة 80 عاما».