أشارت نتائج إنتخابات البلدية لمدينة طرابلس التي جرت يوم الأحد، فوز اللواء أشرف ريفي - وهو سياسي سني جديد - بأغلبية ساحقة في المقاعد في المجلس البلدي في طرابلس، و أحدث فوز لائحة " قرار طرابلس" المدعومة من الوزير أشرف ريفي زلزالاً سياسياً في الإنتخابات البلدية في لبنان، ليس فقط أمام لائحة " طرابلس" المدعومة من التحالف السياسي الطرابلسي، بل أمام كل المكونات السياسية في المدينة الشمالية. فهذه النتيجة تشكل ضربة كبيرة للزعامة السنية المترسخة في المدينة وتهدد بإشعال توترات بين جماعات طائفية في منطقة تعرضت لأعمال عنف مراراً في السنوات الأخيرة. في المقابل، لم يتمكن النائب السابق مصباح الأحدب من تأمين رافعة أصوات للائحته " طرابلس عاصمة "، ويمكن القول إن خروجه من المنافسة سريعاً، سيعكس ضعفاً على حضوره وتمثيله السياسي في مدينته، على الأقل في المرحلة الراهنة، مع الإشارة الى أن نسبة الإقتراع كانت متدنية، فجاءت بنسبة 27٪ لتجعل العملية الإنتخابية حصرا بمن يهمهم الأمر. نبذة عن أشرف ريفي: اللواء أشرف ريفي هو مدير عام قوى الأمن الداخلي السابق، وكان قد قدم إستقالته كوزير للعدل في وقت سابق من هذا العام إحتجاجاً على ما وصفه بأنه هيمنة جماعة حزب الله الشيعية على حكومة المصلحة الوطنية التي يرأسها تمام سلام. ويقول محللون سياسيون أن طموح ريفي السياسي المتنامي أدى الى قرار إنسحابه من الحكومة، كما أن مواقفه تؤكد على تقديم نفسه باعتباره منافساً سنياً قوياً للحريري، ووجه ريفي المولود في طرابلس إنتقادات إلى الحريري نجل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري لترشيحه حليفاً لحزب الله رئيساً للبلاد. وقال ريفي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بثته التلفزيونات المحلية أمس الإثنين، إن قرار الحريري دعم السياسي الماروني سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية كان غير مقبول بالنسبة للناخبين في شمال لبنان. و أشار ريفي إلى إن خصومه السنة فشلوا في فهم التحول في المنطقة مع تولي قوة سنية أكثر تشدداً ضد إيران زمام الأمور في المملكة العربية السعودية، مضيفاً "لا أحد يعرف أن المزاج السني في لبنان لم يعد يقبل لا تهاوناً ولا تساهلاً، ويريد حقه كمواطن". و يذكر أن شهدت البلاد إنتخابات بلدية لمدة شهر في مؤشر مهم على الثقة في لبنان، حيث أجبرت الأزمة السياسية السياسيين مرتين على تأجيل الإنتخابات البرلمانية التي كان من المقرر عقدها في عام 2013.