قضت محكمة جنايات الإسماعيلية، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الإثنين، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، بمعاقبة مرشد الإخوان "محمد بديع" و35 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد، ومعاقبة 9 متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، و19 متهمًا بالسجن 10 سنوات، كما قضت بسجن 21 متهمًا 3 سنوات، وبراءة 20 متهمًا آخرين، في القضية المعروفة إعلامياً ب"أحداث الإسماعيلية". صعدت هيئة المحكمة إلى المنصة، تمام الساعة الحادية عشر والثلث، وقال رئيس المحكمة: "بسم الله جلسة النطق بالحكم، إن قضاء مصر جزء من كيان هذا المجتمع وضميره، يعيش همومه وآلامه، ولذلك نوه دعاء من القلب لكل شهداء الوطن، من أبناء الشعب ورجال الجيش والشرطة والقضاء، وأقول لكل أب وأم فقدا ابنهما، ولكل زوجة ترملت ولكل ابنة تيتمت، ولكل من فقد عزيز لديه، قول الله تعالى عساه أن يكون بردًا وسلامًا على قلوبهم: ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). تعود وقائع القضية لأحداث 5 يوليو 2013 عندما وقعت اشتباكات بين أنصار المعزول محمد مرسي وأجهزة الأمن أمام مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية لفض اعتصام أنصار مرسي وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى والعشرات من المصابين. تضمن أمر الإحالة الصادر في القضية 75 متهما، أحيلوا محبوسين احتياطيا على ذمة القضية، مع الأمر بضبط وإحضار 30 متهما آخرين هاربين وتقديمهم للمحاكمة محبوسين احتياطيا. وكشفت تحقيقات النيابة أن محافظة الإسماعيلية في 5 يوليو من العام الماضي، شهدت أحداث عنف وتخريب أسفرت عن مقتل 3 مواطنين وإصابة 16 آخرين، فضلا عن تخريب محل الصالون الأخضر، وفرع بنك الإسكندرية بالشيخ زايد، وشركة الأهرام للتبريد والتكييف، المجاورين لمبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية خلال محاولة اقتحامه واحتلاله تحت تهديد الأسلحة النارية، وإتلاف مدرعة شرطة وسيارتين حكوميتين و6 سيارات ودراجات نارية. وكشفت التحقيقات أن المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، عقد مع قيادات الجماعة عدة لقاءات انتهت إلى قرار بمواجهة أجهزة الدولة وعقاب المواطنين على ثورتهم في 30 يونيو العام الماضي، ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي ومنعهم من استكمال فعالياتها، وإحداث حالة من الفوضى والإنفلات بالبلاد. وأظهرت التحقيقات أن مكتب إرشاد الجماعة أصدر تكليفات إلى القيادات الوسطى بالجماعة بمحافظة الإسماعيلية، لتنفيذ ذلك المخطط بالتنسيق مع عناصر من الجماعات والتيارات الإرهابية التي تولت دعم العناصر التي تتولى التنفيذ من جماعة الإخوان، بالأسلحة النارية الآلية والخرطوش والعبوات الحارقة "المولوتوف". وكشفت التحقيقات إلى أنه تم الاتفاق على تنفيذ المخطط الإرهابي يوم الجمعة الموافق 5 يوليو 2013، حيث تجمع عدد من قيادات وعناصر الجماعة الإرهابية في شارع شبين الكوم دائرة قسم ثان الإسماعيلية، وقطعوا الطريق في الاتجاهين، وتوجهوا إلى مبنى ديوان عام المحافظة بمنطقة الشيخ زايد وأزالوا الأسلاك الشائكة المحيطة به، واشتبكوا مع قوات الأمن من الجيش والشرطة والأهالي، وأطلقوا النيران صوبهم بكثافة، وقذفوهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وحاولوا اقتحام مبنى ديوان عام المحافظة. وثبت من تقارير الطب الشرعي أن وفاة المواطنين الثلاثة حدثت نتيجة الإصابات النارية والطعنية التي أحدثت بهم تهتكات بالكبد والرئة والقلب والصدر، وأن جميع إصابات المواطنين الآخرين ناتجة عن طلقات نارية وخرطوش أصابت أجزاء مختلفة من أجسادهم، كالجمجمة والرئة والبطن والعين، فأصابت بعضهم بنزيف في المخ وتسببت في بتر إصبعين لأحد المصابين.