«سعادتك مرتبطة بسعادة حواسك وأعضائك.. بس فكرت مرة إزاي تبسط حواسك.. مش شفرة معقدة ولا هي معادلة صعبة بس محتاج تديها فرصة تشوف إيه بيفرحها» كلمات بسيطة تحوي مفاتيح وإشارات تطلب منك فقط التوقف لثوان معدودة تبحث ما وراء السعادة، حين نسعد يتلون واقعنا بألوان الربيع، وهو ما أخذتنا إليه الفنانة الشابة شيرين عاطف بآخر مجموعة فنية لها بعنوان When You make your "Organs" Happy. خطوط بسيطة، لكنها لخصت جانبًا من السعادة الكامنة وراء سعادة أجسادنا، فالعلم والقراءة غذاء روحاني لعقولنا، يساعدنا على التعامل مع صعوبات الحياة، وييسر لنا متاعب الحياة، لنجد تلك الراحة في صدورنا بعد تعب طويل عن رحلة في كتاب يأخذك لعوالم خفيّة لم تكن تعرفها، قصص واكتشافات تضيف إلى عقلك سنوات من الاكتشافات. وتصرح شيرين ل«التحرير»: «الفكرة تعتبر امتدادًا لنفس الأسلوب اللي ماشية بيه في مشروعاتي، وهو إزاي أعبر عن فكرة دارجة زي (حبك للقراءة مثلا) بطريقة مختلفة شوية، بإني أعبر عن ده برموز مستخدمة رموز بسيطة زي ما أنا عبرت عن الناس اللي بتقرأ ب(مخ) اللي هو الجزء اللي بيستوعب القراءة، وشبهت الكتب (كغذاء) للمخ بإنها مكان الأكل في Toaster». وتستكمل الفنانة الشابة: "الفكرة كانت معايا من وقت بس كان معطلني إني ألاقي أفضل مشهد أصور بيه كل عضو، في إطار لطيف كأنك بتشوفي كوميك، ابتدي الموضوع بالمخ، وبعد كدا بقيت أشوف في إيه أجزاء من الجسم تاني ممكن أعبر عنها، اشتغلت عليهم في أسبوع تقريبًا كتنفيذ، عشان التفكير بياخد وقت كبير وبيسوّح الواحد". تعيش شيرين في كل لوحة بخطوط وأحاسيس ممتزجة لتخرج تعبيرًا بسيطًا لجمهورها بلقطات بسيطة تجسد الواقع في رسمها لأذن تطير من قمة سعادتها حين تطرب بالموسيقى الفاتنة للروح والمريحة للعقل، فتعلق: "أنا باحاول تصميماتي تكون بسيطة شكلا بس يكون فيها فكرة الناس، أول مرة يشوفوها أو يشوفوا ليها تنفيذ بالشكل ده، تنفيذ شارح فكرة بس بشكل مختلف.. شكل مجمع رؤيتي ليها بالشكل اللي أنا حباه وحاساه". لم تقف شيرين عند حد ما يسعد حواسك في الأكل أو الموسيقى فقط، لكنها ربطت بإحدى أيقوناتها صورة للأنف وما تعانيه في الربيع من أمراضها والجيوب الأنفية مجسدة واحدة مسدودة بعيدا عن الأتربة ومثيرات الحساسية وأخرى كانت مفتوحة فأصبحت مريضة بسبب حبوب اللقاح. لا تهدف شيرين في لوحاتها إلى الربح، فهي تمثل جانبها الروحاني بعيدًا عن ضغوط العمل تتنفس من خلال تفاصيلها، تجسد كل الواقع من حولها في لوحات بسيطة بأفكار جديدة وفريدة من نوعها، لذا تعطيها جانب الراحة في وقتها فتقول: "المشروع مش هادف للربح ومش شغلي الأساسي، هي جنب شغلي، مشكلتي معاها واللي بيأخر نزول كل بروجكت إني لازم أعملها وأنا رايقة بعيدة عن ضغط الشغل وده مش بيحصل كتير لإني باكون باعمل حاجات كتير". أسبوع متواصل من تنفيذ الفكرة استغرقته شيرين لإتمام مشروعها مع تأكيدها فكرة أساسية أن موهبتك بيت وراحة ليك ماتضغطش نفسك وأنت بتعملها لأنها المفروض العكس وبتأكد "اشتغلت حوالي أسبوع بس من غير فترات طويلة مش بوصل للدرجة إني أحس إني تعبانة وبرضو لا أنا ضد ده، أينعم باجرب كتير وبأعيد وأعدل لحد ما أوصل لأقرب تصميم يوصل الفكرة اللي في دماغي زي تصميم الحبوب الغذائية والكلية تحسي إن الكليتين في شكلهم قريبين للحبوب الغذائية المفيدة للجسم فربط بين شكل الحبوب وحاجة زي الفصوليا الحمرا وغيرها من البقوليات المفيدة ونلاقي الكلية واقفة بره بتحضن البرطمان وبتقول "أخواتي". وتكمل: مش كل الروايح الحلوة لازم تكون برفيوم وورد في روايح أكتر وحلوة زي الأكل اللي بيفرح كل حواسك ودانك ورئتيك بالذات لو أكل بتحبه بيفرح جدًا. والعنين بتكون مبسوطة جدًا لما تشوف فيلم حلو ودي حاجة من حاجات كتير بتبسطها، آه العين نقدر نسعدها بمشاهد كتير حلوة بس اللي واقفني لو راقبنا نفسنا في السينما وإزاي وشوشنا وملامحنا بتكون مركزة مع كل لقطة وتفصيلة إحنا ممكن ننضف عيونا بالأفلام الحلوة اللي نحبها فكان تعبيري عنها بعنين وشرايط السينما كأنها منشورة قدامهم. أفكار بسيطة نقلتها شيرين في 6 أعمال فنية بسيطة التركيبة عميقة الإحساس توقفك لثوان، تُذكرك أن عقلك وجسدك في حاجة للسعادة، وأن الحياة ليست ماكينة كبيرة من العمل فقط دون شعور، فلك الحق في السعادة والاسترخاء قبل أن يصيبك الاكتئاب، لكن إن حدث يمكنك أن تعود لمشروع شيرين السابق "بورشامة اكتئاب الذي جسد مفاتيح خروجك من الاكتئاب بأفكار بسيطة.