ابتعدت وسائل الإعلام الأجنبية عن الشفافية المطلقة في تعاملها مع قضية الطائرة المصرية المنكوبة، فتجاهلت خيوط القضية الخاصة بتأمين مطار شارل ديجول بباريس، واعتمدت على كهنات تسير في اتجاه إدانة شركة مصر للطيران، ما كان كفيلًا بإثارة غضب المصريين، الذين دشنوا حملة للتضامن مع الشركة. طريقة تعامل تلك الوسائل مع الحادث، لم يكن مرحبًا به لدى أسر ضحايا الطائرة المنكوبة، حيث أبدوا استياءهم من عدم احترام الإعلام الغربي لمشاعرهم، كما تلقاه مسؤولون مصريون باستياء بالغ، في ظل تجاهل الحديث عن الإجراءات الأمنية في المطار، الذي أقلعت منه الطائرة قبل سقوطها في البحر المتوسط. لم تلفت تلك الوسائل إلى قرار سلطات مطار شارل ديجول فصل نحو 60 موظفًا في ديسمبر 2015؛ لشبهة تبنيهم آراء متطرفة، إضافة إلى رفض منح نحو 70 موظفًا تصاريح دخول إلى أماكن مغلقة في المطار، بعدما خضعوا للتدقيق، واهتمت فقط بفرضيات مثل اختطاف الطائرة أو انتحار قائدها. تلك "التفسيرات" دفعت شريف فتحي، وزير الطيران المدني، إلى السخرية من كثرة التكهنات والشائعات قائلًا إن "كائنات فضائية أسقطت الطائرة"، وأبدى رفضه طريقة تناول القضية في وسائل الإعلام دون الاعتماد على حقائق أو إثباتات أو مستندات. الرجل أبدى عدم رضاه عن تركيز وسائل الإعلام الأجنبية على افتراضات لا أساس لها من الصحة، كما رفض الاعتماد على فرضية واحدة تتمثل في وجود دخان في الطائرة تسبب في سقوطها، لاسيما أن مصر لا تنفي أي فرضية وتتعامل بمنتهى الشفافية مع الأزمة. وظهر من تصريحات الوزير انزعاجه من تركيز وسائل الإعلام الأجنبية على تحليلات لم تثبت صحتها، ومن شأنها إدانة مصر، لكنه في الوقت نفسه أشاد ببعض وسائل الإعلام التي كانت منصفة في تناول تفاصيل الحادث، ومتابعة تطوراته. ونفس السياق، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسائل إلى وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية بعدم استباق الأحداث، والتركيز على فرضية معينة حول أسباب سقوط الطائرة، مشددًا على أن مصر حريصة على التعامل بشفافية مع الحادث. السيسي لفت إلى أن مصر تعاملت بشكل جيد مع الأزمة، حيث تم الدفع بوحدات بحث وإنقاذ من الجيش فور العلم بسقوط الطائرة، إضافة إلى تكليف قوات البحث والإنقاذ بالتحرك نحو المنطقة المحتمل سقوط الطائرة بها، فضلا عن تشكيل خلية لإدارة الأزمة مكونة من رئيس الوزراء ووزير الطيران، و إصدار بيانات بشكل متتالٍ عن المعلومات المتيسرة. ومن جانبه، قال اللواء طيار عبد الحكيم شلبي، في تصريحات ل"التحرير"، إن هناك مؤامرة من الغرب على مصر، وظهر ذلك في تعامل وسائل الإعلام الاجنبية مع الحادث، مكملًا: "لا يجب أن نصدّقهم في كل الروايات التي يعلنوها للرأي العام". وأوضح، أنهم يبحثون عن انهيار مصر اقتصاديا ومحاصرتها من أجل ضرب السياحة، بدليل أن بعض الشركات قطعت رحلتها لمصر، مشيرًا إلى أن الإعلام الغربي شوّه الحقائق في قضايا مثل قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني وسقوط الطائرة الروسية في سيناء، كما تلقى بعض الصحفيين الأجانب تعليمات بإدانة مصر في حادث الطائرة المنكوبة.