أزمة كل صيف تتجدد في قرى أبو الريش، شمال مركز أسوان، لوقوع القرى في ربوة جبلية مرتفعة، ودائمًا تعاني من انقطاع مياه الشرب بها وعدم وصول المياه بشكل دائم، نظرًا لارتفاع هذه المناطق عن سطح الأرض. يقول محمد سنوسي، من أهالى قرية الملقطة، التابعة لأبو الريش: "الطبيعة حرمتنا من العيش بكرامة إنسانية، حيث تركنا مدينة أسوان لننتقل إلى أعلى ربوة جبلية لإقامة قريتنا الفقيرة نظرًا لضيق الحال وأزمة السكن، إلا أن المسئولين تركونا لنواجه مصيرنا بأنفسنا". يضيف سنوسي: "الملقطة تبعد 10 كيلو مترات عن مدينة أسوان، ويعانى سكانها وعددهم 10 آلاف نسمة من انقطاع المياه، بسبب تعطل الرافع الرئيسي للمياه بالقرية لأسباب فنية، فنضطر إلى قطع مسافة لا تقل عن 3 كيلو مترات للبحث عن المياه في أقرب منطقة لنا أو عن طريق نهر النيل، أو شراء جركن المياه بسعر 20 جنيهًا، الذي لا يكفى احتياجات الأسرة والطيور والمواشى داخل منازلنا"، محملًا المسئولية لشركة مياه الشرب. يذكر عصام عبده، من أهالي قرية الملقطة: "دائمًا ما يتجاهلنا المسئولين، وعرضنا مشكلة انقطاع المياه على 3 محافظين بمن فيهم المحافظ الحالي، لكن دون جدوى، حتى أن مسئولي المحليات وشركة مياه الشرب دائمًا ما يديرون ظهورهم لأزماتنا، ويعتبرونا من سكان العشوائيات الذين لا يسمع لهم صوت". يوضح عبده: "حررنا العديد من المحاضر بشرطة النجدة وقسم شرطة مركز أسوان بشأن انقطاع المياه لكن دون جدوى"، مضيفًا: "من الغريب في ظل حالة الاحتقان لدى الأهالي أن تفاجئنا شركة مياه الشرب والصرف الصحي باستخراج فواتير استهلاك لمياه الشرب شهريًا وبانتظام وبمبالغ وأرقام مبالغ فيها كالعادة". من ناحيته، قال محافظ أسوان، مجدي حجازي، إنه يسعى جاهدًا لحل مشكلات مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة في ظل شكاوى المواطنين المستمرة، خاصة أن معظم شبكات المياه متهالكة وعمرها الافتراضي يتجاوز 70 عامًا. أشار حجازي إلى أن مشروعات الإحلال والتجديد لشبكات وخطوط مياه الشرب تحتاج لحوالي 230 مليون جنيه منها 70 مليون جنيه، كحل عاجل، مضيفًا أنه خاطب مسئولي الوزارات المعنية بالحكومة لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ المشروعات.