يلجأ الكثيرون لتناول الحليب منزوع الدسم بدلا من كامل الدسم ليساعدهم في فقدان الوزن الزائد، غير ان دراسة امريكية حديثة كشفت ان تناول الحليب منزوع الدسم يمكن ان يساعد في الواقع على اكتساب وزن اكثر. وتوصي الارشادات الطبية الحكومية بالولايات المتحدة حاليا باستهلاك كميات معتدلة من الحليب ومنتجاته، مع اللجوء اما لاختيار المنتجات قليلة الدسم او تناول كميات اقل من المنتجات كاملة الدسم. وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية انه يعتقد على نطاق واسع ان شرب الحليب منزوع الدسم يمكن الانسان من الحصول على جميع منافع الحليب فيتامين «د» والكالسيوم والبروتين- بدون الدهون والسعرات الحرارية، فمن خلال نزع الدسم، تنخفض السعرات الحرارية في الحليب بالتأكيد، لكن القائمين على الدراسة اوضحوا ان المشروبات منخفضة السعرات الحرارية لا تعني بالضرورة استهلاك الجسم لسعرات اقل. وقال الباحثون، من مستشفى الاطفال في بوسطن وكلية هارفارد للصحة العامة، انه ثمة بيانات قليلة للغاية تدعم فكرة مساعدة الحليب منزوع الدسم على فقدان الوزن وذلك لأن المأكولات منخفضة الدسم يمكن الا تكون مشبعة، مما قد يقود مستهلكيها الى التعويض من خلال تناول المزيد من المأكولات والمشروبات. كما اشارت دراسة سابقة الى ان الذين يشربون الحليب قليل الدسم تزداد لديهم فرص الاصابة بالبدانة في وقت لاحق من حياتهم. واوضح الباحثون الامريكيون انه يجب على المستهلكين ان يفهموا انه حتى الحليب كامل الدسم يحتوي فقط على نسبة تتراوح ما بين 3 و4 بالمئة فقط من الدهون، والى جانب ذلك، فإن الشركات التي تحاول بيع منتجات الحليب قليل او منزوع الدسم قد تلجأ الى زيادة معدلات السكر بها لتحسين النكهة. كما اشار القائمون على الدراسة ايضا الى ان الابحاث اظهرت ان الحليب منزوع الدسم يمد الجسم بعناصر غذائية اقل من الحليب كامل الدسم، فالحليب كامل الدسم يعد مصدرا ضروريا للفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون وهي «أ» و«د» و«هاء» و«ك» الى جانب الكالسيوم والفسفور وهي المعادن التي تعمل مع فيتامين «د» لبناء عظام قوية. ويعني مصطلح «القابلة للذوبان في الدهون» ان هذه الفيتامينات تحتاج للدخول الى الجسم مع الدهون، لذا فإن نزع الدسم يجعل من الصعب اوحتى من المستحيل على الجسم امتصاص هذه الفيتامينات.