بعنوان "قصة القاهرة" أوردت صحيفة "معاريف" العبرية ما قالت إنها "تفاصيل جديدة" عن واقعة اقتحام السفارة الإسرائيلية في مصر عام 2011، من قبل متظاهرين، ودور جهاز الأمن العام "الشاباك" في إخراج الدبلوماسيين الإسرائيليين وطاقم الحراسة من هناك. وكان نتنياهو قد تراجع عن تصريحات له منذ أيام، ذكر فيها أنَّه هدَّد بإرسال قوات خاصة إسرائيلية لتحرير السفارة، وأوضح بيانٌ صادرٌ عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل لم تكن تعتزم القيام بعملية من تلقاء نفسها، لكن فقط بالتنسيق مع السلطات المصرية". وأضاف: "النية كانت صوب اتخاذ إجراء منسق وليس من جانب واحد.. نحن سعداء بعدم الحاجة لذلك، وشكرنا الجيش المصري الذي تعامل مع الأزمة بطريقة مسؤولة وحل المشكلة". ولفتت معاريف إلى أن "ما حدث هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد الاستعانة بأوباما واستخدم الأمريكيون تأثيرهم، ووضعوا مدمراتهم وقطعهم البحرية في البحر المتوسط على أهبة الاستعداد". رئيس الشاباك اتصل بجنرال مصري مهم وأضافت: "في المقابل اتصل يورام كاهان رئيس جهاز الشاباك وقتها بالقاهرة، بالتحديد بأحد أكثر الجنرالات المصريين أهمية، ومارس ضغطا شديد على القاهرة لإنقاذ الإسرائيليين، ووعده الجنرال المصري بإخراج الدبلوماسيين بسلام، بعدها أبلغ كاهان نتنياهو بالأمر هو وباقي متخذي القرار في تل أبيب، وأصبح الوضع صعبا؛ ففي كل لحظة كان من الممكن أن يتعرض المحاصرين بالسفارة لمحاكمة شعبية على يد المتظاهرين". المصريون التزموا بكلمتهم وقالت "رئيس الشاباك ظل على الخط مع الجانب المصري، وأبلغ مسؤولي تل أبيب أن المصريين يخرجون الطاقم المحاصر بالمدرعات، أحد الأشخاص في إسرائيل أعرب عن خوفه من أن يهاجم المتظاهرين المدرعات ويسيطروا عليها، لكن كاهان قال إن ذلك لن يحدث، لقد حصل على كلمة من الجنرال المصري، وقال (حصلت على تعهد)، لم يكن هناك خيار وكان لابد من الاعتماد على الكلمة التي حصل عليها رئيس الشاباك من القاهرة، وبالفعل نفذ الجنرال المصري تعهده". نتنياهو شوَّه حقيقة ما حدث وأضافت "قامت قوة مصرية مدرعة باختراق مبنى السفارة، وكانت تحمل الدبلوماسيين وحراسهم وقامت بإجلاؤهم بسلام، وفي نفس التوقيت كانت عائلاتهم في طريقها للمطار متجهين إلى تل أبيب "، لافتة إلى أن "هذه هي القصة الحقيقية وليس ما زعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء خلال تأبينه ذكرى العاملين السابقين بوزارة الخارجية قبل أيام، وحديثه عن تهديد المصريين بإرسال قوة عسكرية إسرائيلية لتحرير الطاقم الدبلوماسي المحاصر، ما قاله نتنياهو هو فيلم أمريكي يشوَّه حقيقة ما حدث". الدبلوماسيون المصريون والإسرائيليون «شدوا شعرهم» من كلام نتنياهو ولفتت الصحيفة إلى أن "الشاباك يعتبر هو الجهة التي أنقذت الموقف في حادث اقتحام السفارة، لكن نتنياهو حاول أن يزيف الوقائع، لدرجة أن كلا من العاملين بالسفارة المصرية في إسرائيل وسفارة الأخيرة في القاهرة شدوا شعورهم مما قاله نتنياهو"، مضيفة "حتى إذا ما قاله صحيح وهو ليس كذلك، فإن كشفه عن أمر التهديد لمصر يعتبر خرقا للرقابة، ويمكن أن يؤدي لأزمة خطيرة بين القاهرة وتل أبيب، ويمس بالكرامة المصرية". إرسال الكوماندوز الإسرائيلي لمصر مستحيل وقالت"فرصة أن يقوم شخص ما في تل أبيب بإصدار تعليمات للكوماندوز الإسرائيليين بالطيران للقاهرة وتحرير الدبلوماسيين هي فرصة تساوي صفرا، وعملية لن يكتب لها النجاح؛ فمصر لديها سلاح جوي عظيم، علاوة على دفاعها الجوي الضخم والكبير، والحديث لا يدور عن جنوبلبنان أو قطاع غزة وإنما القاهرة، عملية من هذا النوع تمس بالسيادة المصرية وتنتهك اتفاقية السلام ومن شأنها إشعال المنطقة كلها".