تجدد تبادل إطلاق النار في منطقة ناجورني كاراباخ "قرة باغ الجبلية" بين القوات الأذربيجانية وقوات ما يسمى بجمهورية قرة باغ غير المعترف بها دوليًا، ما أسفر عن مقتل جندي واحد على الأقل. وتبادل الطرفان الاتهامات بالمبادرة إلى تصعيد العنف، والذي جاء بعد تهدئة نسبية تسود المنطقة منذ عقد اتفاق جديد لوقف العمليات القتالية في٥ أبريل الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع في منطقة قرة باغ غير المعترف بها، أن الجيش الأذربيجاني خرق اتفاق التهدئة مساء أمس الأربعاء، وأطلق النار على مواقع تابعة لهذه المنطقة بالأسلحة الخفيفة والراجمات ومدافع الهاون، ما أسفر عن مقتل جندي تابع لها. من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأرمينية أن القصف الأذربيجاني ليلة الأربعاء على الخميس طال مناطق أرمينية مطلة على المقطع الشمالي الشرقي من حدود الدولة، موضحة أن القصف نُفِّذ بالأسلحة الخفيفة، وكان متقطعًا. وعلى الجانب الأذربيجاني، حمَّلت باكو القوات الأرمينية مسؤولية وقوع ١٣٠ خرقًا للهدنة" في مختلف النقاط على خط التماس في منطقة النزاع. وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القصف طال مواقع الجيش الأذربيجاني في عدد من القرى والتلال المطلة على الخط الفاصل بين الأراضي الأذربيجانية ومنطقة قرة باغ. وكانت أرمينيا قد هددت بالاعتراف باستقلال منطقة "قرة باغ الجبلية" غير المعترف بها دوليًا، في حال انتهاك أذربيجان نظام الهدنة، فيما اتهمت وزارة الخارجية الأذربيجانية الحكومة الأرمينية بخرق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. وقال نائب وزير الخارجية الأرميني شاورش كوتشاريان: إنه "إذا قامت أذربيجان باستفزاز جديد وانتهكت نظام الهدنة، فإن أرمينيا ستعلن اعترافها بقرة باغ"، مستدركًا "لكن أرمينيا ترى أنه لا يوجد بديل لعملية السلام". من جانبه دعا الكرملين أطراف النزاع في قرة باغ إلى الامتناع عن القيام بخطوات من شأنها أن تقوض الهدنة الهشة وتؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن "موسكو تتابع عن كثب اتخاذ القرارات في هذا السياق"، نافًيا في الوقت نفسه ما تردد عن وجود اتصالات بين الجانبين الروسي والأرميني بشأن مشروع القانون المذكور حول الاعتراف باستقلال قرة باغ. يذكر أن أذربيجان ومنطقة قرة باغ الجبلية غير المعترف بها دوليًا، والواقعة في أذربيجان وتسكنها أغلبية أرمينية، قد أعلنتا في ٥ أبريل الماضي عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة النزاع، وذلك بعد اشتباكات وقعت عند الحدود بين الجانبين في ٢ أبريل، أسفرت عن وقوع العشرات من القتلى والمصابين من الجانبين. على هذه الخلفية دعا الرؤساء المناوبون الثلاثة لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي والمعنية بتسوية نزاع إقليم قرة باغ الجبلي، كلا من الرئيس الأرميني سيرج ساركسيان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف لعقد لقاء عاجل بينهما لبحث تطورات الأوضاع في منطقة النزاع. واقترح رؤساء المجموعة (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) عقد هذا اللقاء في العاصمة النمساوية فيينا الأسبوع المقبل واستعداد وزراء خارجية الدول الثلاث للمساعدة في تنظيم اجتماع القمة الأرميني - الأذربيجاني. وذكر بيان رؤساء مجموعة مينسك أن المطلوب الآن تعزيز نظام وقف إطلاق النار على امتداد خط التماس في قرة باغ لخلق الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات حول التسوية الشاملة للنزاع.