ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 103 دولارات للبرميل خلال تعاملات الأمس، وتوشك أن تسجل أول ارتفاع شهري لها في خمسة أشهر، في وقت أعلنت واشنطن عن ارتفاع طلبها على النفط. وارتفع خام برنت 18 سنتاً إلى 103 دولارات للبرميل بحلول الساعة 0638 بتوقيت جرينتش، بعد أن سجل 102,44 دولار في وقت سابق من الجلسة، كما ارتفع الخام الأميركي 32 سنتاً إلى 97,37 دولار للبرميل. ويتجه خام برنت لتسجيل انخفاض فصلي للمرة الثالثة على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر منذ 1997-1998 بسبب مخاوف بشأن وضع الاقتصاد العالمي، وتأثير ذلك على الطلب على النفط. وساعدت بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولاياتالمتحدة، التي نشرت الأربعاء الماضي، وخفضت تقديرات النمو الاقتصادي في الربع الأول من العام، وتعليقات من مسؤولين بمجلس الاحتياطي الاتحادي، في طمأنة المستثمرين إلى أن البنك المركزي الأميركي لا يتعجل تقليص برنامجه الضخم لشراء السندات. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة ارتفع في أبريل الماضي، بمقدار 223 ألف برميل يوميا أو 1,22% على أساس سنوي ليصل إلى 18,553 مليون برميل يومياً. ووفقا لبيانات الإدارة، فان الطلب على البنزين في أبريل انخفض 0,53% عن مستواه قبل عام إلى 8,766 مليون برميل يومياً. وقفز استهلاك المشتقات الوسيطة التي تشمل زيت التدفئة والديزل 4,51% في حين زاد الطلب على وقود الطائرات 5,4% . من جهة ثانية، ذكر تقرير رسمي أن بريطانيا تمتلك احتياطيات من الغاز الصخري تفوق بكثير التقديرات السابقة. وقال تقرير أجرته مؤسسة المسح الجيولوجي البريطانية بتكليف من الحكومة البريطانية، إن بريطانيا تمتلك حوالي 1300 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري «36,8 تريليون متر مكعب» في وسط بريطانيا، وهو ضعف التقديرات السابقة تقريبا. وأصبح الغاز الصخري بمثابة ثورة جديدة في مجال الطاقة في الولاياتالمتحدة، حيث يستقطب استثمارات ضخمة وخفض أسعار الطاقة. وأشار التقرير إلى أنه لم تتضح بعد كمية الغاز التي يمكن استخراجها من الصخور في بريطانيا، مضيفاً أن ذلك يتوقف على عوامل اقتصادية وجيولوجية واجتماعية. وتضيف نتائج المسح المزيد من الزخم إلى الجدل الدائر في بريطانيا حالياً، حول استغلال هذه الصخور. وقال مؤيدو استغلال الغاز الصخري، إنه سيجعل بريطانيا أكثر اكتفاء من الطاقة، في ظل ارتفاع وارداتها من مصادر الطاقة إلى مستويات قياسية حالياً. ولكن هناك جماعات بيئية تعارض بشدة استغلال الغاز الصخري بنظام التكسير. ويقول معارضون إن عملية تكسير الصخور لاستخراج الغاز، والتي تشمل ضخ مزيج من الكيماويات مع ضغط مرتفع إلى طبقات الصخور على عمق مئات الأمتار تحت الأرض، يمكن أن تسبب زلازل ضعيفة. ويرون أيضاً أن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى تسميم المياه الجوفية، مع الخوف من احتمالات تسرب غاز الميثان الناتج عن العملية إلى الهواء. وجاء صدور التقرير، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية حزمة حوافز تشمل إعفاءات ضريبية وإصدار التصاريح، لتشجيع استغلال الغاز الصخري في إطار خطتها الرامية إلى تحفيز النمو الاقتصادي.