في ربوع المحروسة، في الشوارع والطرقات حيونات تلاقي مصرعها في حادث صدام سيارة، وأخرى عن طريق سم ابتلعته في أحد الأطعمة، أو من حجازة زجها أحدهم على قطة صغيرة أو كلب ينبح بصوت مرتفع، أشكال عدة من القسوة التي تعانيها الحيوانات من سؤء طبائع البشر غير العابئين بتلك الأرواح، لذلك قرر مجموعة شباب حملة "الرفق بالحيوان" مساعدة تلك الأرواح وتوعية الناس بضرورة الرفق بهم. قرروا التجمع من أجل هدف واحد وهو الرفق بالحيوانات، تلك الأرواح التي لا تقوى على الدفاع عن نفسها، هكذا أوضحت "فاطمة"، أحد متطوعي فريق "ارحموا" للرفق بالحيوان بالتعاون مع جمعية "رسالة"، مضيفة أنه منذ عامان اجتمعا على هدفين وهما مساعدة الحيوانات ورعايتهم طبيًا، بالإضافة إلى توعية الناس ويعد ذلك الهدف هو الأهم بالنسبة لهم، لأن أذية البشر للحيوانات يعد انتهاكًا صارخًا. يتلقون بلاغات بوجود كلاب كثيرة في منطقة ما أو قطط يشتكي الناس من عددهم، فيعدون عدتهم متجهين صوب ذلك المكان، حاملين معهم طعام وشراب وأدوات طبية، وينتشرون في أرجاء المكان يطعمون الحيوانات ويداون جروحهم البسيطة، وعند العثور على حيوانات إصابتها باللغة يحملونها لمسنشفى أو عيادة بيطرية، لتقديم الدعم الطبي اللازم لحالتها الصحية التي تدهورت بسسب عدم رحمة العابرين بها. "بنعمل حسابنا في أكل وعصير.. علشان لو لقينا شخص محتاج.. أكيد مش هنأكل الحيوانات وفي بني آدم جعان"، قالتها فاطمة مضيفة: "عند مقابلة شخص يحتاج إلى مساعدة من فرصة عمل أو أغراض أساسية لمواصلة حياته، يعمل الفريق على المحاولة لتقديم الدعم اللازم له، فيعاودون الذهاب له مرة أخرى لتوفير ما يحتاجه".
انتقادات عدة طالت مجموعة شباب "الرفق بالحيوان"، "ناس كتير بتقولنا نهتم بالإنسان أفضل"، قالتها مستنكرة تلك الأقاويل الظالمة والتي تهدر حق وقيمة مخلوقات أعطاها الله حق الحياة في تلك البيئة الظالمة، فتقول: "في أنشطة كتير بتهتم بالمحتاجين فيها إيه لو في نشاط واحد بيهتم بالحيوانات"، وعلى الجانب الآخر يأتي بعض العابرين في الشارع ويشاركون أعضاء الفريق في إطعام الحيوانات ومساعدتهم. نشاط آخر يقوم به شباب "الرفق بالحيوان" فيذهبون إلى ملاجئ الحيوانات المتواجدة في أماكن أغلبها بعيدة عن الرقعة السكانية، يساعدون أصحاب الملجأ في العناية بالحيوانات وإطعامهم، لا يجمعون التبرعات المادية، "بنشوف الملجأ محتاج إية وبنكتب للناس الحاجات اللي محتاجها"، هكذا قالت "فاطمة" موضحة أنه قبل كل زيارة تطلق دعوة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تعلن عن الجهة التي سيتجهون لها، والأغراض اللازمة للمكان. "تاتش أوف لايف" هو اسم الملجأ هي الذي ينوي الفريق الذهاب له يعد عدته لذلك، فهذا الملجأ على وجه الخصوص له قصة يعرفها أعضاء الفريق الذين أصبحوا على دراية بأماكن الملاجئ في محافظتي القاهرة والأسكندرية، حيث يقع في طريق سقارة، منذ 20 عام وترعاه "أنوشكا" صديقة الحيوانات التي كرست حياتها لخدمتهم ورعايتهم. وتوفيت أنوشكا تاركة الملجأ يعج بالكلاب والقطط والحمير، فطال الإهمال ربوعه ومرضت الحيوانات بعد فراقها وليفتهم، بالإضافة إلى سرقة أمتعة الملجأ من ثلاجة وأدوات أخرى، هكذا أوضحت "فاطمة" حال الملجئ، مشيرة إلى أنهم قرروا إعداد الأغراض التي يحتاجها وعند اكتمالها سيذهبون في رحلة إلى "تاتش أوف لاين" ليعيدوا الحياة لتلك الأرواح. تواصل ما اعتادت عليه فاطمة ورفاقها الذين كرسوا حياتهم لخدمة ورعاية الحيوانات والتوعية بالرحمة بهم، مجهود ضخم اختاروه بأنفسهم غير مرغمين على القيام به متمنين أن يغيروا نظرة الناس لتلك الأرواح بسواعدهم ومجهودهم.