سلط موقع "فويس أوف أمريكا" الأمريكي، الضوء على تراجع حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم بالعام الماضي، و وصولها إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقد من الزمان. وقالت منظمة "فريدوم هاوس" الحقوقية الدولية، التي تدعو لتوسيع الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء العالم في تقرير لها اليوم: إن "واحدًا فقط من كل سبعة أشخاص في العالم يعيشون في بلدان تتميز تغطيتها للأخبار السياسية بأنها قوية، وتضمن سلامة الصحفيين، وهناك حد أدنى في تدخل الدول في شؤون وسائل الإعلام، التي "لا تخضع للضغوط القانونية أو الاقتصادية المرهقة". من جانبها صرحت جنيفر دنهام، مديرة الأبحاث، في التقرير، أن الحكام المستبدين والجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم يعملون على تضييق النطاق على حرية الصحافة، بل و يقومون بسجن، و قتل الصحفيين الذين يجرؤون على كتابة تقارير أو بث تلفزيوني على خلاف مع مراسيم الحكومة، أو فضح الفساد، و هناك بلدان أخرى، مثل الصين، تعمل على تقييد الوصول إلى بعض مواقع الإنترنت التي قد تنعكس سلبًا على الحكومة. و ألقت دنهام باللوم على تدهور حرية الصحافة في العالم إلى "ارتفاع مستوى العنف ضد الصحفيين" وزيادة الحزبية والاستقطاب من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم. ووصفت دنهام الانقسام بين وسائل الإعلام المحافظة والليبرالية في الولاياتالمتحدة بأنه "مثال معتدل" من التحزب، أما في مصر، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي "بوضع الكثير من الضغوط على الصحفيين بتقديم تقريرًا إيجابيًا عن الحكومة وضد جماعة الإخوان المسلمين، حتى في وسائل الإعلام الرسمية و الخاصة. و تابعت "في سوريا قُتل 14 صحفيًا على الأقل في العام الماضي، وأيضًا في العراق"، مضيفة "نحن نرى أن الصحفيين يعرضون حياتهم للمخاطرة للحصول على أي نوع من الأخبار على الإطلاق". و أشارت "دنهام" إلى أن الحكومات الاستبدادية هي التي تخشى من الإطاحة بها، ونتيجة لذلك،تقوم بتضييق المجال على حرية الصحافة، و استشهدت باحتجاجات الربيع العربي، ابتداءًا من أواخر عام 2010، التي أطاحت بالحكومات في تونس ومصر وأخيرًا ليبيا كأمثلة على حرية التعبير والصحافة التي كان لها آثار بعيدة المدى. وأضافت "أنهم جميعًا كانت لديهم وسائل إعلام قمعية للغاية، ولكن مع قوة وسائل الإعلام الاجتماعي، وقوة المناقشة، و نشر المعلومات، كانوا قادرين على تنظيم وإسقاط هذه القيادات التي ظلت في السلطة لعقود". و لفتت مديرة الأبحاث إلى الصحافة في المكسيكوأمريكا الوسطى، قائلة: "الصحفيين يواجهون عقابًا على الكتابة عن عصابات المخدرات التي تسيطر عليها عصابات الجريمة المنظمة والمحمية من قبل الشرطة المحلية"، مضيفة "لا يوجد أي تحقيق في الاعتداءات على الصحفيين في تلك المناطق، لذلك لا يوجد لديك خيار سوى عدم نشر القصة أو نشرها وتخاطر بحياتك". و أشار تقرير المنظمة إلى أنه لا يوجد "حرية صحافة" في 50 دولة من الدول 199 بجميع أنحاء العالم، واصفًا أسوأ 10 دول مثل: كوريا الشمالية وتركمانستان وأوزبكستان وشبه جزيرة القرم، إريتريا، كوبا، روسيا البيضاء، غينيا الاستوائية، إيرانوسوريا. واعتبرت "دونهام" أن كوريا الشمالية وتركمانستان أسوأ بكثير من بلدان أخرى مثل إيران أو كوبا، حيث هناك نوع من التحركات للمناقشة الشعبية، أما كوريا الشمالية وتركمانستان، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، و تتم السيطرة عليهم من قبل الدولة، و ليس لديهم إمكانية الحصول على الأخبار من العالم الخارجي، وليس هناك حق لوسائل إعلامية مستقلة على الإطلاق في تلك البلدان ". و أكد التقرير أيضًا، أنه من ضمن الدول التي لا تتمتع بحرية صحافة، "تركيا"، حيث حصلت على رصيد يصل إلى ست نقاط، مما يدل على "تدهور" الاتجاه الآن. "تركيا" هي من بين البلدان التي "تعرضت لأكبر الانخفاضات" خلال عام 2015، جنبًا إلى جنب مع بنجلاديش، بوروندي، فرنسا، صربيا، اليمن، مصر، مقدونيا، وزيمبابوي. و قال التقرير: إن "الصحفيين يواجهون عنفًا متزايدًا و مضايقات و ترهيب من كل الجهات الحكومية وغير الحكومية". و على صعيد آخر، قامت المنظمة المعنية بتغيير وصف تركيا من أنها "حرة جزئيًا" إلى حالة "غير حرة" في عام 2014، "نتيجة للتدهور الحاد في حرية الصحافة في عام 2013"، مشيرة إلى معاملة الصحفيين خلال الاحتجاجات ورد الفعل العنيف ضد تغطيتهم للتحقيقات بشأن الفساد. و تابعت "دنهام" بأن هناك عدد قليل من التقارير المواتية لزيادة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، لكنها استشهدت ببلدين فقط، سري لانكا وبوركينا فاسو، في محاولة إلى تخفيف القيود المفروضة على الصحفيين. و اختتمت، أنه حتى مع و جود الحكومات وحركات التمرد المسلحة على الصحفيين وتقاريرهم، فهناك "نقطة مضيئة في كل هذا، و هي مرونة الصحفيين والمدونين في استمرار تقديم تقارير في ظل هذه الحالات القمعية" .