خلال أشهر قليلة سيتم افتتاح أكبر مزرعة سمكية في مصر بمحافظة كفر الشيخ.. «دا مشروع قومي»، هكذا أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطابه الأخير الذي ألقاه على شعب مصر منذ أيام. تقع المزرعة في منطقة بركة غليون، التابعة لمركز مطوبس، مرت بمراحل كثيرة إلا أنها أخيرًا ستُنفذ وتخرج للنور وسيتم افتتاح المرحلة الأولى منها أغسطس المقبل. مر العمل بها على 5 محافظين لكفر الشيخ، ففي عهد محافظ كفر الشيخ الأسبق، اللواء صلاح سلامة، أرادت شركة كندية إقامة مزرعة للجمبري بهذه المنطقة إلا أن الاقتراح قوبل بالرفض لعدم انتشار أسماك الجمبري بكفر الشيخ في ذلك الوقت. فكرة «عابدين» أراد اللواء مهندس أحمد زكي عابدين، محافظ كفر الشيخ الأسبق، تنمية المنطقة وحمايتها من أصحاب النفوذ اللذين استولوا عليها، ففكر في إنشاء مزرعة سمكية تنفذها القوات المسلحة كونه رجلًا عسكريًا يعرف أن هذه المشروعات تفيد الشباب وسيكون من المشروعات الناجحة حال تولي القوات المسلحة مسئوليتها وبالفعل قوبل هذا الاقتراح بالقبول لدى قيادات الجيش. خصص عابدين عام 2010 أكثر من ألفي فدان كمرحلة أولى لإنشاء المزرعة، وأعلن عن إنشاء مصيف بمدينة مطوبس على مساحة 1500 فدان بطول 110 كيلو مترات ليضاهي المصايف العالمية ولجذب الاستثمارات السياحية في منطقة مطوبس، ليعمل جنبًا إلى جنب مع مصيف بلطيم لاستيعاب أكبر قدر من المصطافين خلال فصل الصيف. وأعلن عابدين تنفيذ مخطط عام لتطوير منطقة بركة غليون بمطوبس عند التقاء النيل بالبحر المتوسط واستغلالها سياحيًا على غرار منطقة اللسان برأس البر في دمياط بالتنسيق مع مدينة رشيد بالبحيرة وتحويل بركة غليون إلى منطقة جذب سياحي نظرًا لتعدد المقومات السياحية بها التي تجعلها منطقة فريدة بالوجه البحري. تخصيص الأرض عام 2010 تم تخصيص الأرض للقوات المسلحة لإنشاء المزرعة السمكية، لكن جاءت ثورة يناير فتوقف المشروع وظل تخصيص الأرض قائمًا، في عام 2012، وأُقيِل عابدين في عهد الإخوان، وتم تعيين سعد الحسيني، محافظًا لكفر الشيخ، فتوقف المشروع بعد إهماله إلى أن جاء المستشار محمد عزت عجوة محافظًا عام 2013، وبعد علمه بالخطوات التي اتخذها «عابدين» في المشروع قرر استكماله. خاطب «عجوة» القوات المسلحة للبدء في المشروع، وفي ديسمبر 2014، زار المكان المخصص للمشروع وبرفقته اللواء أركان محمد الزملوطي، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، لإبلاغ القيادات بالمكان، وبدأت المكاتبات بين القوات المسلحة والمحافظة لإقامة المزرعة السمكية. في فبراير 2015، تم استبعاد «عجوة» من منصبه في حركة المحافظين، وتولى د. أسامة حمدى عبد الواحد، منصب المحافظ، وأعلن عن إعطاء أولوية للمشروعات القومية ومنها منطقة بركة غليون، وبدأ باتخاذ إجراءات فعلية مع القوات المسلحة، وأمر بسرعة إنهاء وتذليل كافة العقبات في مقابل قيام الجيش بتولي مسؤليته. المشروع في 2015 بدأت القوات المسلحة في تنفيذ المشروع، وفي شهر أغسطس 2015، بدأت أعمال الحفر والتكريك للمشروع على مساحة 3 آلاف فدان بدلًا من ألفي فدان، وتفقده عبد الواحد وبعض القيادات العسكرية، وفي ديسمبر 2015، تم استبعاد «عبد الواحد» وتعيين اللواء السيد نصر، محافظًا لكفر الشيخ. فب أواخر ديسمبر 2015، أعلن الرئيس افتتاح المرحلة الأولى من المشروع في أغسطس المقبل، وأعلن «نصر» وقتها أنها من أكبر المزارع السمكية. أول زيارة ل «نصر» إلى المزرعة زار اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، المشروع لأول مرة عقب إعلان «السيسي» عنه برفقة اللواء حمدي بدين، رئيس جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وبعض القيادات العسكرية ومسئولي المشروع. تم استعراض عدد من أقسام المشروع المختلفة، التي تنتج الأسماك، ومشروعات تصنيع الأسماك، وتفقد عدد من الأحواض السمكية ومجاري الري والصرف الخاصة بالمشروع، التي تعمل وفق منظومة آلية متكاملة طبقًا للمواصفات العالمية، وتم التعرف على النواحي والاشتراطات الفنية والهندسية التي تم مراعاتها أثناء عمليات الإنشاء، ومواقع التطوير والتنمية بالساحل الشمالي للمحافظة. قال «بدين» إنه المشروع يوفر 5 آلاف فرصة عمل مباشرة و10 اآاف فرصة عمل غير مباشرة، والمشروع يدعم الاقتصاد القومي بمنتجات الأسماك والجمبري. ولفت إلى أن المشروع دليل على اهتمام القيادة السياسية بتنمية كفر الشيخ، وهي من المحافظات الواعدة التي تتمتع بمقومات الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي.