رغم تشابه الطقوس والتقاليد الكنسية الخاصة باحتفال وصلاة عيد القيامة بين بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية الراحل، البابا كيرلس السادس، والبابوات الذين تلوه، وهم البابا شنودة الثالث، والبابا تواضروس الثاني، إلا أن الظروف التي تبدلت بمرور السنوات خلقت اختلافات واضحة بين الزمنين. 1. مكان صلاة قداس العيد كانت الكنيسة المرقسية في شارع كلوت بك بالأزبكية هى مقر البطريركية منذ عام 1799 في أيام البابا يوأنس، واستمرت هكذا إلى أن جاء البطريرك ال116، البابا كيرلس السادس، حيث كانت تقام بها قداسات العيد على وضعها القديم المتواضع حتى 25 يونيو 1968 عندما تم افتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية، وهى المقر الموجود حاليًا. وكما يروي الصحفي الراحل، محمد حسنين هيكل، في كتابه «خريف الغضب» :«كانت الكنيسة بحاجة إلى مقر جديد يليق بمكانتها وبإقامة مناسبتها، والبابا كيرلس وسطني لأفاتح الرئيس عبد الناصر في هذا الشأن لأنه لم يكن يريد أن يلجأ إلى موارد من خارج مصر وفي نفس الوقت تبرعات الأقباط من داخل مصر قليلة بسبب القرارات الاشتراكية التي اثرت على الأغنياء منهم، وبالفعل وافق الرئيس ورحب بهذا المشروع». وبحسب كتاب «البابا كيرلس السادس.. تاريخ وأمجاد»، فإن الصلوات بالكتدرائية الجديدة بدأت يوميًا رغم استمرار أعمال البناء بها، وأقام البابا أول صلاة قداس لعيدي الميلاد والقيامة عام 1969، لذا اضطر العمال حينها لتركيب أبواب ونوافذ مؤقته، وأسهمت كنائس القاهرة بالمقاعد لاستضافة الحضور والشعب، وذلك على عكس الوضع الموجود عليه الكنيسة في الوقت الحالي. يشار إلى أنه منذ تأسيس الكنيسة المصرية، ومدينة الإسكندرية هى مقر الكرسي البطريركي باعتبارها المحطة الأولى في كرازة القديس ماري مرقس البشير، إلى أن انتقل المقر إلى مصر القديمة (الفسطاط) منتصف القرن الحادي عشر في عهد البابا خرستوذولو البطريرك ال66، ثم ذهب إلى الكنيسة المعلقة في أيام البابا مرقس الثالث البابا ال73، ومنه إلى كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة في القرن الرابع عشر، ثم نقله البابا متاؤس، البطريرك ال102 إلى حارة الروم، واستمر حتى عهد يوأنس البابا ال107 الذي نقله إلى الأزبكية عام 1799. 2. التأمين يقول الراهب بدير مارمينا، دومديوس أفامينا، الذي كان أحد الحاضرين بقداس العيد حينها، إن «التأمين المشدد الموجود حاليًا عند الكتدرائية في الأوقات العادية، وبشكل خاص في الأعياد لم يكن بهذا الشكل في وقت البابا كيرلس، لأن الأمان كان موجودًا ونشعر به جميعًا على عكس الآن، كما أن البابا نفسه لم يكن يحب المبالغة في تواجد قوات أمن حول الكنيسة». 3. حضور الرئيس لم يشهد وقت البابا كيرلس حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى قداس العيد للتهنئة، فبعد أن وضع حجر أساس الكتدرائية الجديدة في 24 يوليو 1965، وافتتاحها في 1968، لم يزرها مرة أخرى حتى وفاته في 28 سبتمبر 1970. ويكمل الراهب دومديوس أفامينا ل«التحرير»، أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول رئيس جمهورية يحضر قداس للعيد، لكن كان قداس عيد الميلاد وليس القيامة، إلا أنه أيام البابا كيرلس كان رئيس الجمهورية يبعث بمندوب للتهنئة في العيدين بشكل مستمر، وهكذا أيام البابا شنودة». 4. مشاركة الوزراء ورجال الدولة يتذكر رئيس مجلس الكنيسة المرقسية بالأزبكية، أرشيدياكون (رئيس الشمامسة) الكنيسة، فؤاد شفيق، الذي كان يخدم كشماس أيام البابا كيرلس، أن محافظ القاهرة كان يحضر صلاة العيد والوزراء الحاضرين كانوا من الأقباط غالبًا على عكس الآن، حيث يحضر عدد كبير من رجال الدولة والمسؤولين من الأقباط والمسلمين. وعن صباح يوم العيد، الذي طبقا لتقاليد الكنيسة يخصصه البطريرك لإستقبال المسؤولين الذين لم يحضروا القداس للتهئنة، يقول شفيق :«كانت الزيارات الرسمية من الساعة العاشرة حتى الثانية عشر، ومن بعدها يبدأ البابا كيرلس في استقبال أبناء الكنيسة، وغير مسموح لنا أن نصعد إلى المقر في وقت الزيارات الرسمية أو نرى الحضور». 5. ملابس البابا كان البابا كيرلس يرتدي أثناء صلاة قداس العيد ملابس البطريرك المعتادة، وهى التونية والبرنس والتاج، الذي اختلف تطريزه وزخرفته بحسب التوقيت، لكن ما كان يختلف في ملابسه عن البابا شنودة أو البابا تواضروس هى ارتداءه «الشمله» ليكمل بها القداس بعد انتهاء عظة، وهى قطعة من القماش الأبيض تغطي رأس الكاهن وتتدلى على كتفيه، والتي أصبح البابوات يرتدوا بدلًا منها القلسوة على رأسهم - بحسب ما يقول فؤاد شفيق. 6. الأساقفة والشمامسة يحكي رئيس الشمامسة الكنسية الذي رافق البابا كيرلس منذ أن كان عمره 18 عام، أن الأساقفة لم يكن عددهم مثل الوقت الحالي لأن الأبرشيات كانت مدموجة ولم تنفصل، حيث كانوا حوالي 28 أسقف في مقابل 125 أسقف الآن، يحضر أغلبهم قداس العيد، لكن حينها لم يكن يحضر الأساقفة القداس وكانوا يقيموا قداسات في ايبرشياتهم، والآنبا صموئيل أسقف عام الخدمات آنذاك، هو فقط من يرافق البابا كيرلس في كل صلوات العيد. أما عن أعداد الشمامسة، يقول :«كان عددنا 40 شماس في قداس العيد، نبدأ التدريب والاستعداد قبلها بشهرين، ولكن الآن أصبحوا حوالي 300 شماس يقيمون قداس العيد». - الصور الموجودة داخل الموضوع من الأرشيف الخاص بالكنيسة المرقسية بكلوت بيك