مأساة حقيقية عاشتها أسرة الطفل مروان أحمد النوبى 3 سنوات بمنطقة خور عواضة شرق أسوان، والذى راح ضحية الإهمال بعد أن سقط فى بالوعة صرف صحى انتهت بوفاته فى الحال. المأساة بدأت بعدما تركت والدة الطفل ابنها الوحيد مع جدته بمنزل الأخيرة القريب من منزلهم، حيث ذهبت الأم برفقة زوجها إلى المستشفى لتضع حملها فى توأمتين، ولكن القدر كان يخبئ لها ما لم تتوقعه وكذلك توأمها الجديد الذى سيأتى إلى الحياة فى الوقت الذى سيفارق فية أخوهما الوحيد الحياة، لتبقى فى النهاية مشيئة الله وقدره. "التحرير" عاشت مأساة الطفل بشارع 6 بمنطقة خور عواضة والتى تقع فى أعلى منطقة جبلية شرق مدينة أسوان، فى البداية تروى لنا حمدية أبو العلا نوبى جدة الطفل لوالده، قائلة: "إن زوجة ابنها خرجت من المنزل برفقة نجلها متوجهة إلى المستشفى لتضع حملها فى توأمتين، حيث تركت طفلها الوحيد برفقتها بعد أن قامت بتوديعه وكأنها تعلم أنه الوداع الأخير".
وتتابع الجدة حديثها: "تركت الطفل مع أبناء الجيران ليعلب ويلهو معهم خارج منزلها، إلى أن جاءت الطامة الكبرى عقب سماعها صرخات وعويل الأهالى والجيران، حيث ذهبت لتتحقق عن سبب ذلك لتفاجأ بالمأساة التى تعرض لها حفيدها، وهى سقوطه وغرقه داخل بالوعة صرف صحى قريبة من المنزل، لتسقط مغشية عليها فى الحال من هول الصدمة. وأضاف أشرف حسين أحمد - أحد جيران الطفل الغريق - إنه اثناء مروره بالمصادفة بالقرب من بالوعة الصرف الصحى محل الواقعة، سمع استغاثات وصراخ الأهالى وبالاستفسار تبين له سقوط طفل داخل بالوعة، الأمر الذى دفعه فى الحال إلى النزول والغطس فورًا داخل البالوعة أملًا فى إنقاذ الطفل، وعلى الرغم من نجاحه فى انتشاله لكن جاءت إرادة الله و مشيئته أقوى من إرادة البشر حيث لقى الطفل مصرعه بإسفسكيا الغرق. الأهالى والجيران أكدوا ل"التحرير" اليوم السبت أن ماسأة الطفل غريق الصرف الصحى "مروان احمد النوبى" لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث من الممكن أن يتكرر حدوثها نتيجة للإهمال والتجاهل الذيت يتعرضون له يوميًّا وتهميش الدولة لهم ، حيث حرموا من أبسط حقوقهم فى الحياة وهى الحياة الكريمة التى نادت بها ثورتا 25 يناير و30 يونيو، حتى إن الدنيا ضاقت بهم بما رحبت وقبعوا فى دوامة من الفقر والتهميش، فى الوقت الذى يمكن أن يتم وصف حياتهم بأنها أشبه بعصور القرون الوسطى، حيث لا معنى للحياة لديهم نتيجة لنقص الخدمات والظروف المعيشية الصعبة والحياة غير الآدمية التى يعيشونها بعد أن نفضت الدولة يدها منهم وتركتهم يواجهون ويقررون مصيرهم بأنفسهم.