أسفر اجتماع "روسيا – الناتو" عن محطة جديدة من الفشل في تقريب وجهات النظر بين موسكو والحلف في عدد من محاور الخلاف التي تدفع بالطرفين إلى مواجهات باردة. وأعلن مندوب روسيا لدى الحلف ألكسندر جروشكو أن على الحلف التخلي عن حشد قواته قرب الحدود الروسية، إذا كان يرغب في مواصلة الحوار مع موسكو حول تعزيز الثقة ومراقبة الأسلحة في أوروبا. وقال خلال مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا 24" الروسية، "إذا كان الناتو جادًا في سعيه إلى استئناف الحوار حول مراقبة الأسلحة وترسيخ الاستقرار والأمن في أوروبا، فعليهم أن يكفوا عن عملية حشد وجودهم العسكري على طول حدودنا، ثم يجب أن تعود كل القوات التي نشروها سابقًا والتي يجري تداولها على طول حدودنا إلى الثكنات". واعتبر جروشكو أن ذلك "سيتيح الفرصة لبحث القضايا التي تهمهم". واتهم الدبلوماسي الروسي حلف الناتو بالمماطلة والتسويف، ومحاولة الالتفاف على الأمر الواقع، مشددا على أن "الموقف الحالي للحلف يدل على محاولته شرعنة الخطوات التي يتخذها في أطرافه الشرقية على حدود روسيا، متسترا وراء إجراءات تعزيز الثقة. وكان الأمين العام لحلف لناتو ينس ستولتنبرج قد أعلن، في ختام اجتماع سفراء الدول الأعضاء في الحلف، ضرورة رفع مستوى الشفافية في المجال العسكري عن طريق تحديث وثيقة فيينا حول إجراءات الثقة وغيرها من الوثائق التي تبنتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأعرب عن أمله في تحقيق تقدم في هذا المجال قبل انتهاء العام الجاري. وذهب ستولتنبرج إلى أن عقد اجتماع لمجلس "روسيا – الناتو" في بروكسل لا يعني عودة الجانبين إلى علاقاتهما السابقة، ولكن الحوار بين الطرفين ضروري خاصة في الوقت الصعب حاليا. وكرر ستولتنبرج موقف الحلف من العلاقت مع روسيا، مشددا على أن هذا اللقاء لا يعني عودة العلاقات، لأن هناك خلافات كبيرة بين وجهات نظر روسيا ودول الحلف، وأن المباحثات لم تلغ أو تحل تلك الخلافات. الكرملين من جانبه أكد أن زيادة القدرات العسكرية للناتو قرب حدود روسيا تمثل خطرا على المصالح الوطنية الروسية والأمن الوطني الروسي، وأن الناتو لا يزال يؤكد أنه غير قادر على التكيف مع الظروف المعاصرة ولا يزال يسعى إلى مواجهة روسيا واحتوائها. وبالتالي، لا يمكن أن نندهش عندما نسمع الكرملين نفسه يتحدث عن "عدم وجود ثقة بين روسيا والناتو في المرحلة الحالية، وأن استعادة الثقة بين الجانبين ستكون مهمة صعبة". أما وزارة الخارجية الروسية، فهي تصيغ المعادلة كالأتي: "روسيا عازمة على بناء حوارها اللاحق مع الناتو مع الأخذ بعين الاعتبار خطواته العملية واستعداده للتعاون المتكافئ بما يخدم الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة الأوروأطلسية".