في الوقت الذي تطلق فيه مؤسسات المجتمع المدني والحكومي وكذلك المستشفيات؛ مبادرات صبيحة كل يوم من أجل التصدي لمرض "السرطان" و الابتعاد عن مسبباته، نجد أن هناك ظاهرة انتشرت بشكل ملحوظ في محافظة سوهاج وهي قيام رعاة الغنم أو "الغنّامة " كما يطلق عليهم برعي أغنامهم في أسراب على مخلفات القمامة وفي الأماكن المعروف عنها أنها مكان يقوم فيها الأهالي بإلقاء مخلفاتهم بمختلف أنواعها، وهو ما يؤثر بالطبع على الثروة الحيوانية من جهة، ومن جهة أخرى وهي الأكثر خطورة أن هذه الأغنام والماعز سيتم بيعها بعد عدة أشهر كأضاحي للعيد، ومنها ما يظل في المنازل لإطعام الصغار من ألبانها. التقطت "عدسة التحرير" قيام أحد الرعاة، يرعى أغنامه بجوار شادر سلامون الواقع على أحد الترع والذي يعج بمخلفات التجار من ناحية ومن ناحية أخرى بالمخلفات والقاذورات التي يلقيها بعض منعدمي الضمائر على جانب الترعة. يقول علي خلف الله ، موظف، "إن الأغنام التي تتغذى على القمامة يجب تحريمها وإعدامها على الفور لأنها أصبحت تمثل خطورة على صحة المواطنين وبخاصة أن هناك بعض التجار يقومون بتربية المواشي ثم ذبحها وبيعها للمواطنين دون الرجوع للطب البيطري أو ذبحها في سلخانة، وهنا تكمن الكارثة لأن الأغنام التي تنمو على القمامة وما بها من قاذورات وملوثات لا يمكن التخلص منها لجرد طهيها أو غليها بالماء وتصبح سببًا رئيسيًا في نقل الأمراض للمواطنين وبهذا تصبح لحوم الأغنام ليست وسيلة للغذاء بل وسيلة للإصابة بالسرطان والأمراض الخطيرة الأخرى. وأضاف، إن الأغنام التي تربى على رعيها بأماكن جمع وإلقاء القمامة تسمى "شاه جليلة " أي أنها تأكل من قاذورات الأرض، ويجب عزلها عن تلك القاذورات وإطعامها بطعام جيد وصحي ويجب ذبحها بعد أكثر من 3 أشهر. وتابعت، "أم أحمد"، ربة منزل، قائلة: إن الأغنام التي يقوم صاحبها أو من يتم الاتفاق معه على مبلغ مقابل رعيها في الشوارع وبأماكن إلقاء القمامة أشبه ما تكون ب"الخنازير"، ويجب التوقف عن فعل تلك الأفعال حيث أنهم يحرمون علينا ما أحله الله لنا بارتكاب هذه الكارثة. وقال"خليفة .أ"، أحد المواطنين الذين يرعون أغنامهم على حافة الترع وعلى مخلفات الأسواق والشوادر، لا أملك سوى تلك الأغنام وليس لدي أرض زراعية غير أنني أتكسب من ورائهم، مشيرًا إلى أن رعي للأغنام في تلك الأماكن ليس بقصد ضرر ولكن لغلاء الأعلاف والردة ، منوهًا إلى أن أغنامه جميعها بصحة جيدة ولا تعاني من أي مرض وتنمو بشكل طبيعي. ومن جهته قال مدير عام منطقة وعظ سوهاج، الشيخ محمود محمد أحمد، ل"التحرير" يجب على مربي الأغنام أن يطعموها من الطعام الطيب، غير أن بواقي الخضر والفاكهة التي تلقى في الشوادر تكون مصابة بالعطب أو غير صالحة لكنها لا تسبب أي أمراض للأغنام ، موضحًا أن هناك نوعية من المواشي يطلق عليها "الجلّالة"، وهي التي تأكل طعام ليس للمواشي كأكل جيف حيوانات، أو رضاعة حليب "كلب" ، وتلك النوعية يجب ألا تذبح إلا بعد 40 يوما ويتم حبسها مفردة وإطعامها طعام طيب.