بشرى مهمة لعموم المصريين.. وزير التموين الهمام يعلن لكم أن الحكومة برئاسة خبير الرضاعة العالمى الدكتور هشام قنديل قررت «إهداء» أصحاب البطاقات التموينية نصف كيلو مكرونة ونصف كيلو فول، يقول الوزير إن ذلك يتم بمناسبة شهر رمضان ويعرف الجميع أنها بمناسبة 30 يونيو! ولا يقول الوزير هل سيتم دفع ثمن «الهدية» من ميزانية الدولة المفلسة أم على حساب صاحب المحل المرعوب من 30 يونيو! أعرف أن البعض سوف يساوره الشك، خصوصا بعد مهزلة القمح التى وعدنا نفس الوزير بالاكتفاء الذاتى منه هذا العام، ووقف مرشد الإخوان يقول -بناء على معلومات الوزير- إن المحصول تضاعف عشر مرات! ثم وقف الأخ الرئيس مرسى فى حقل بنجر حولوه فى يوم وليلة إلى حقل قمح لزوم التصوير التليفزيونى، يقول إن المحصول سيصل إلى عشرة ملايين طن، ويردد أغنية عبد الوهاب «القمح الليلة ليلة عيده»! والآن نكتشف أن كل ذلك كذب فى كذب، وأن الأغنية الصالحة لهذا الموقف هى: نزرع القمح فى سنين.. يطلع القرع فى ثوانى! لكنى لا أعتقد أن أكاذيب القمح ستتكرر مع الفول والمكرونة، ليس لأن رمضان كريم، ولكن لأن 30 يونيو قادم، ولأن الرعب يدفع أهل الحكم لفعل أى شىء من أجل تفادى السقوط، ولأن الغباء يصور لهم أن الفول والمكرونة يمكن أن تؤجل المصير المحتوم. لا يدرك هؤلاء أن ما يفعلونه هو إهانة لمصر ولشعبها الذى ابتلى بهذا الحكم الفاشل والفاشى الذى أوصل مصر إلى حافة الإفلاس، والذى نشر الفقر والبطالة، والذى انتهى حديثه عن النهضة إلى نصف كيلو مكرونة ونصف كيلو فول.. نهضة دى ولا مش نهضة؟! نحن لسنا فقط أمام محاولة وضيعة لاستغلال أوضاع الغلابة التى ازدادت سوءا بفضل حكم لم يعرف إلا الفشل، ولكننا أيضا أمام حكم يحتقر الشعب ويتاجر ببؤس الفقراء، ويتصور -بغباء سياسى منقطع النظير- أن الملايين التى صممت على الخروج فى 30 يونيو لاستعادة ثورتها وإنهاء الكابوس الذى يجثم على صدرها، يمكن أن تتراجع عن قرارها بسبب شوية فول ومكرونة! نفس الغباء السياسى سوف تجده حين يتم اللجوء إلى سلاح البلطجة والتخويف والإرهاب، فى محاولة يائسة لمنع الملايين من الخروج فى 30 يونيو، تصاعد التهديد لا يعنى إلا أننا أمام فريق يملؤه اليأس ويخاف من شعب صمم على استعادة ثورته. منظر الأخ الرئيس فى استاد القاهرة وسط جنرالات الإرهاب يكفى وحده لنزع ما تبقى من شرعية لديه، تحول مرسى إلى رئيس لجمهورية الصالة المغطاة، حيث انطلقت التهديدات بقتل المعارضين يكفى وحده لكى تبحث مصر عن رئيس لكل المصريين، لكن المثير للشفقة أن يتصور البعض أن مصر يمكن أن يحكمها هذا التشكيل العصابى من الإرهابيين القدامى واللاحقين الذين يريدون إعادتنا إلى ظلام العصور الوسطى! وكم هو مثير للشفقة أن يتصور عواجيز الإرهاب أن أسود السيرك يمكن أن تخيف أحدا، أو أن التهديد والوعيد سوف يمنع الملايين من الخروج لإنقاذ مصر فى 30 يونيو! فى مواجهة شعب بأكمله قرر فرض إرادته واستعادة ثورته بالتحرك السلمى، لا يجد الحكم إلا بضعة أطنان من الفول والمكرونة، وبضعة فصائل إرهابية تحفر قبرها بأياديها حين تلجأ إلى العنف، وبعض المتاجرين بالدين المحرضين على الفتنة، ثم.. تسول الدعم الأمريكى مهما كان الثمن من كرامة مصر واستقلال قرارها! هل لمثل هذا النظام أى فرصة للبقاء؟!