شن اسلاميون متشددون أول هجوم كبير منذ سنوات على مجمع تابع للامم المتحدة في العاصمة الصومالية مقديشو اليوم الاربعاء في ضربة قوية للمكاسب الامنية الضعيفة التي أتاحت عودة عمال الاغاثة الاجانب والدبلوماسيين. وقال وزير الداخلية عبدالكريم حسين جوليد ان اربعة أفراد امن اجانب وأربعة حراس محليين قتلوا في اشتباك مسلح خلف سبعة قتلى من المهاجمين. وقال متحدث باسم الأممالمتحدة انه لا يزال يجري حصر عدد الضحايا. وقال مسؤول في خدمات الاسعاف إن المسعفين نقلوا سبعة قتلى مدنيين ليرتفع إجمالي عدد القتلى الى 22 شخصا. ووقع الهجوم قبل منتصف النهار عندما انفجرت سيارة ملغومة خارج بوابة مكتب برنامج الأممالمتحدة الانمائي قبل ان يسارع المهاجمون بدخوله ويفتحوا النار على حراس الامن. وأعلنت حركة الشباب الإسلامية الصومالية المتشددة المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي ارسلت جنودها وعربات مدرعة الى الموقع ان المجمع يخضع لسيطرة قوات صديقة بعد معركة بالاسلحة النارية قال شهود انها استمرت أكثر من 90 دقيقة. وهذا أول هجوم كبير على مقار الاممالمتحدة تشنه حركة الشباب منذ طردها من مقديشو في قتال مع قوات الاتحاد الافريقي والقوات الحكومية الصومالية قبل نحو عامين. وتقول الأممالمتحدة التي بدأت مؤخرا في فتح مكاتب وارسال موظفين دوليين الى هذا البلد بعد تحسن الأمن إن أكثر من مليون صومالي يعيشون في ظروف صعبة. وقالت حركة الشباب في حسابها على موقع تويتر «إن الأممالمتحدة تاجر الموت وقوة الشر الشيطانية لها سجل شائن طويل في نشر الفقر والتبعية والكفر». وقالت شركة الاسلحة الجنوب افريقية الحكومية دينيل إن اثنين من موظفيها قتلا في هجوم الأربعاء بمقديشو. وقال مسؤول بالاممالمتحدة ان بعض الدول الغربية التي تحرص على دعم الحكومة الصومالية التي انتخبت في العام الماضي قللت من شأن مخاطر حركة الشباب وقدرتها على اختراق قوات الامن ومهاجمة العاصمة. وقال المسؤول الذي يتابع شؤون الصومال عن كثب «هذا جزء من تداعيات المبالغة في التفاؤل في بعض الدول الغربية التي طغت على الحاجة للنظر في المشاكل الاعمق قبل تنفيذ اي مهمة للامم المتحدة». واضاف إن الحكومة لم تبذل جهودا كافية لإصلاح قوات الامن. وقال نيكولاس كي اكبر مسؤول للامم المتحدة في الصومال في تصريح لرويترز انه ينبغي استخلاص الدرس من الهجوم لكن الاممالمتحدة لن تحيد عن مهمتها. وعندما سئل عن احتمال إجلاء موظفي المنظمة من مقديشو استبعد نيكولاس كي ذلك وقال «الأممالمتحدة هنا لتقديم المساعدة ونحن هنا لنبقى». ويبعد مكتب برنامج الأممالمتحدة الانمائي مئات الأمتار عن مطار المدينة المحصن والذي يعتبر القاعدة الرئيسية لقوة حفظ السلام الإفريقية التي تقاتل الإسلاميين المتشددين في الصومال. وأدانت الحكومة الصومالية الهجوم وأبدت «تعاطفها الشديد مع جميع الضحايا». وقال رئيس الوزراء الصومالي عبدي فرح شيردون في حسابه على تويتر «يقف كل الصوماليين اليوم جنبا الى جنب مع مهمة الاممالمتحدة ». وقال بعض المارة انهم سمعوا عدة انفجارات داخل المجمع أثناء المعركة. ويشبه الهجوم هجوما اخر استهدف محاكم في مقديشو في ابريل نيسان عندما فجر مسلحون سترات ناسفة خلال معركة بالاسلحة مع قوات الامن. واكد وزير الداخلية ان بعض المهاجمين فجروا انفسهم اليوم الاربعاء. كانت قوات الاتحاد الافريقي والقوات الحكومية نجحت في طرد متمردي الشباب من العاصمة عام 2011 لكن المسلحين لا يزالون يواصلون شن هجمات انطلاقا من مناطق ريفية.