هذه أغنية نادرة وفارقة تمتدح مضيق تيران، شدا بها الفنان الراحل محرم فؤاد في يوم 5 يونيو 1967، أي في أول أيام الحرب الشهيرة. وفقا للمعلومات المتداولة فإن الأغنية من تأليف الدكتور محمود سلامة وكيل وزارة الصناعة سابقًا، وتلحين الدكتورة ليلى حسين الصياد أستاذ الموسيقى بمعهد الكونسرفتوار، وسأوافيك بكلمات الأغنية بعد قليل. الأغنية قصيرة جدًّا (دقيقة واحدة و47 ثانية على اليوتيوب)، وقد ذابت في النسيان لأن النصر الذي كانت تبشر به لم يتحقق بكل أسف. وقد امتدحت الأغنية مضيق تيران والجنود المصريين الرابضين فيه من خلال إيقاعات موسيقية مترعة بالحماسة وعشق الوطن، وواضح طبعًا أنها كتبت ولحنت في عز أزمة مصر وسوريا مع إسرائيل، وإقدام جمال عبد الناصر على إغلاق مضيق تيران، وبقية الحكاية معروفة. يتقاسم الأداء في الأغنية الكورال ومحرم فؤاد، إذ يبدأ الكورال بأصوات مزلزلة هكذا: (مضيق تيران مليان حيتان متسلحين للمعركة/ وع الحدود جنود أسود في الحق نارهم مهلكة/ فوقهم نسور طالعة تدور بالنفاثات الفاتكة/ يوم الخلاص قرب خلاص يلا نخوض المعركة). ثم يصدح محرم فؤاد بصوته الرنان هاتفًا: (جُم الصهاينة يعتدوا والأمريكان جُم يسندوا/ قاموا العرب واتوحدوا وبالجيوش حاوطوا العدو). فيعود الكوال لترديد مطلع الأغنية أو النشيد: (مضيق تيران مليان حيتان....). ويختم محرم بنبرة وطنية صادقة ومشجعة قائلا: (إلى الأمام يا عائدين وياكم كل المؤمنين/ وناصر الشعب الأمين بيقودنا للنصر المبين). ثم تنتهي الأغنية بهتاف الكورال: (مضيق تيران مليان حيتان.... ). ما يهمني هنا هو دور الفن في تسجيل الوقائع، وربما في تأكيد الحقوق الجغرافية، الأمر الذي يجعلنا نكاد نجزم أنه لا توجد أغنية أو قصيدة سعودية تتحدث عن تيران، ومع ذلك تنازل النظام المصري فجأة عن ملكية تلك الجزيرة ومضيقها، دون أن يهتم بإطلاع الشعب على المفاوضات والوثائق التي تثبت عدم أحقية مصر في الجزيرتين! ترى... إلى متى سيظل الحاكم المصري لا يحترم الشعب المصري؟