فى ركن مُعتَم بمحكمة الأسرة في مصر الجديدة، جلست على أريكة خشبية، صامتة وكأنها تمثال حجرى منحوت على وجهه قَسمات الوجوم واليأس، وعندما حان وقت نظر دعوتها، وقفت أمام االقاضي مطرقة برأسها، بعد أن لفق لها زوجها قضية زنا، لتتنازل له عن شقة الزوجية المكتوبة باسمها. بكلمات ممزوجة بالحسرة والقهر سردت « سارة» وعينيها تمتلآن بالدموع: «منذ سنتين طرق "وليد" باب أسرتي طالبًا الارتباط بي، وكان عريس في نظر أسرتي جيدا، يعمل في وظيفة مرموقة، ويملك شقة وسيارة فاخرة ، وافقت عليه، واستمرت فترة الخطوبة عدة شهور في ذلك الوقت تقاربت أفكارنا، ولا أنكر أنني أحببته فهو الوحيد الذى اجتاز أبواب قلبي، كان ماهرا في حديثه، يستخدم كلمات بسيطة سهلة يفهمها القلب قبل العقل. وتضيف الزوجة ذات ال 24 ربيعا،: «عشت معه شهور العسل التي اعتبرها أجمل أيام حياتي، لكن بالتدريج اصبحت لا تطاق، صار دائم السهر خارج المنزل، أحيانا ما يعود مخمورا، أيضا اكتشفت أنه مدمن ودائم التعاطي للحبوب المخدرة داخل البيت، صرخت فيه حرام عليك، يومها ثارعلى وكانت أول حادثة اعتداءعليّ بالضرب. وتتابع «سارة» تركت له البيت، ولكنه صالحني ووعدني بعدم تكرار فعلته، وتوبته عن تعاطي المخدرات، وبالفعل رجعت معه المنزل، ولم تمر إلا أيام قليلة، حتى عاد كما كان وأسوأ، ولأنه أصبح دائم الإعتداء على، طلبت منه الطلاق، فأخبرني أنه لن يطلقني إلا إن رددت له شقة الزوجية، المكتوبة بإسمي عقب زواجنا كبرهان على حبه لي، رفضت، فضربنى حتى كسر يدي اليمنى، وحررت له محضرا في قسم الشرطة، ورفعت دعوى طلاق للضرر. وتكمل :«عند حضوري لأولى جلسات دعوى الطلاق، فوجئت بأن زوجي أقام دعوي زنا ضدي، بعد أن حرر محضرًا، يفيد فيه بأني على علاقة بغيره، وأقابله في مسكن الزوجية من وراءه، وكأنه يعاقبني في شرفي، لرفضي العيش معه، والإحتفاظ بحقوقي كاملة غير منقوصة». قررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى لحضور الزوج، والإستماع لأقواله.