الدرس انتهى لِمّوا الكراريس بالدم على ورقهم سال فى قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال إيه رأيك فى البُقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى صباح ملبد بالغيوم يوم دراسي ليست كباقي الأيام، سويعات قليلة نقلت مشاهد الدماء التى طالت كتب العلم ولطخت ثياب البراءة، بعد مرور 46 عامًا من تلك المذبحة مازالت صدور وقلوب أهالي الضحايا تئن "إيه رأيك في البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي" هكذا خاطب شاعر العامية "صلاح جاهين" ضمير العالم بعد مجزرة "بحر البقر" التى راح ضحيتها حوالي 30 طفلًا، بعدما بطشت أيدي الأعداء ببراءة الأطفال.
ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف، قامت طائرات "الفانتوم" إسرائيلية وأمريكية الصنع فى الساعة التاسعة والعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء الثامن من شهر أبريل بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بقرية بحر البقر بمركز "الحسينية" بمحافظة الشرقية. أم ثكلى تبحث بين الجثث عن تلك السمراء التي رثاها "جاهين"، وأب مكلوم يجمع الأشلاء لعله يتعرف على ملامح وليده الذي ودعه قبل ساعات متمنيًا له يومًا جديدًا، جثث ومصابين جميعهم زهور يافعة في ربيعهم، فبين تلك الأشلاء 50 طفلًا كانوا يصارعون الموت شاهدوا أشلاء رفاقهم والدماء تغطي البقاع، ذكرى كبيسة مازالت عالقة بتلك الأذهان الصغيرة.
بتبجح سافر دافع الكيان الصهيوني عن تلك الجريمة البشعة، حيث ادعى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلي وقتها، حسبما ذكرت صحيفة الأهرام في صدر صفحتها الأولى، أن الطائرات ضربت أهدافًا عسكرية، وأن الطيارين الإسرائيليين التزموا بالدقة في ضرب الأهداف العسكرية وحدها، وأن ما أثير عن قتل مدنيين سيتم التحقيق فيه. لم تكتف إسرائيل بتلك الادعاءات الخرفاء وحدها، بل صرح "موشي ديان" وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك عبر إحدى الإذاعات الإسرائيلية أن مدرسة بحر البقر ليست هدفًا حربيًّا، وأن التلاميذ كانوا يرتدون الزي العسكري حاملين الأسلحة لتدريب على القتال، وأن الجيش المصري يضع الأطفال في تلك المدرسة للتمويه. مرت السنون ومازال صدى الأغنية الحزينة يتردد على مسامعنا، "مدرستي بحر البقر الابتدائية.. كراستي مكتوب عليها تاريخ اليوم.. مكتوب على الكراس اسمي.. سايل عليه عرقي ودمي.. من الجراح اللي في جسمي.. من شفايف بتنادي.. يا بلادي يا بلادي.. أنا بحبك يا بلادي" .