ألقى وزير داخلية ألمانيا، توماس دي ميزيير، محاضرة حول التسامح الديني، بحضور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، ومحمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، وذلك في قاعة الأزهر للمؤتمرات بالقاهرة. وأعرب وزير الداخلية الألماني عن خالص تقديره للأزهر الشريف والإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، موضحًا "لقد طلبت لقاء شيخ الأزهر وليس من المألوف أن يلتقي وزير داخلية ألمانيا بشيخ الأزهر لكني فعلت ذلك عن قصد، لأن الأزهر الشريف مؤسسة عريقة لها مكانة كبيرة في ألمانيا والعالم أجمع وعلماؤه يتسمون بالوسطية والاعتدال". وأشار إلى أنه يعلم جيدًا أنَّ الإسلام دين رحمة وسلام، وهو بعيد كل البعد عن الكراهية والعنف، فأردت أن أتعرف أكثر على رسالة الإسلام الصحيحة من شيخ المسلمين على مستوى العالم، وأود أن أوجه رسالة إلى العالم من الأزهر الشريف أنَّ الإسلام دين تسامح ولا علاقة له بالإرهابيين. وأكد "دي ميزيير" في بيان رسمي للمشيخة، أنَّ العالم بحاجة كبيرة إلى التسامح والتعايش السلمي والاندماج، موضحًا أن التعايش السلمي بين الأديان لن يخلو من الخلافات، وهو ليس شرًّا لأن الأخوة والأصدقاء يختلفون فيما بينهم وهذا يعني أنك بالنسبة لي شخص مهم ولك قيمة، منوهًا إلى أن التسامح الديني لا يعني حظر عقائد الآخرين أو إقصائهم ولكن احترام الاختلاف يعني احترام عقائد الآخرين. ودعا الوزير الألماني، اللاجئين في ألمانيا إلى الاندماج بالمجتمع الألماني، مؤكدًا أنَّ المخالفات التي تحدث ضد المسلمين في المجتمعات الغربية هي نتيجة انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت نتيجة لأعمال العنف والإرهاب التي يقوم بها أشخاص متطرفون يرفعون رايات الإسلام خلال ارتكابهم جرائم بعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام، مشيرًا إلى أنَّ الحكومة الألمانية تعرف جيدًا أنَّ الغالبية العظمى من المسلمين معتدلون ويرفضون العنف والإرهاب. ونوه وزير الداخلية الألماني إلى احترام بلاده للإسلام والمسلمين، موضحًا أنه تم خلال الفترة الأخيرة افتتاح عدد من الكليات والأقسام لدراسة العقيدة الإسلامية، حيث التحق بها ما يقرب من 1000 شخص، كما يتم تدريس مادة التربية الدينية في عدد من المدارس. وأوضح "دي ميزيير" أنه ناقش مع فضيلة الإمام الأكبر عددًا من المشروعات التي سيتم تنفيذها بالتعاون مع الأزهر الشريف، خاصة بعد الأثر الكبير الذي تركته الزيارة الأخيرة لفضيلة الإمام الأكبر على المجتمع الألماني الذي يحترم ويقدر الأزهر الشريف باعتباره أكبر مؤسسة إسلامية في العالم. حضر المحاضرة أيضًا عدد من أعضاء السفارة الألمانية بالقاهرة، ومدير أمن القاهرة، و إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر، ومحيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وعدد من أساتذة وعمداء الكليات وعشرات من طالبات وطلاب جامعة الأزهر الشريف.