صانع الحنطور يسرد تاريخ المركبة منذ البكوات والأميرات يجلس القرفصاء ممسكًا بأدواته ومعداته التي تصنع من الأخشاب الصغيرة مركبة صغيرة تشدها الخيل، يعمل في تصنيع سيارة "الحنطور" لمدة تقارب ال30 يوماً من أجل أن يحصل على 500 جنيه نظير تصنيعه لتلك العربة هذه العربة التي كانت بارزة خلال القرن الماضي ومعروفة لدى الأثرياء كانت تمثل وسيلة النقل الأساسية لهم، خاصة من حصلوا على "البكوية" وزوجات الأمراء. هو شلقامي محمد جاد الرب، البالغ من العمر 46 عامًا، الذي يعمل في صناعة "الحنطور" منذ 31 عاماً، مقيم بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، تربى على ذلك العمل منذ طفولته على يد أحد صانعي الحنطور الكبار في محافظة سوهاج. يقول إن عربات "الحنطور" انقرضت خلال الفترة الماضية بشكل كبير، وخرجت عربات "التوكتوك" لتتسبب في ندرة "الحنطور" بشوارع المدن والمراكز. ويضيف جاد الرب أن عربات الحنطور مفضلة لدى البشوات ومن يمتلكون "البكوية" قبيل ثورة 1952 قائلًا "الحنطور طلع علشان البشوات تستقله في الطرق" وكان وسيلة نقل الأطباء والمهندسين. وأشار إلى أن سعر عربة الحنطور كان يصل إلى 400 جنيه خلال ال10 سنوات الماضية، حتى وصل سعرها إلى 7 آلاف جنيه خلال هذه السنوات، مؤكدًا أن سيارة الحنطور لها تراخيص وضرائب في مجالس المدينة. ولفت إلى أن سيارات الحنطور كانت أنواع وموديلات متعددة كان أهمها موديل "الكوبيل" الذي كان يستقله أصحاب الأموال والأراضي والأميرات والبرنسيسات الذي كان يعرف بصاحب ال4عجلات والكابينة المغلقة الذي كان يستقله دائماً البرنس يوسف كمال في نجع حمادي وأسرة الوزير الأسبق منير فخري عبد النور وأكد أن الأمير يوسف كمال أحد أبناء الأسرة المالكة في مصر قبل ثورة يوليو وحفيد محمد علي باشا والذي بنى قصر البرنس والمعروف بقصر "الحرملك" بنجع حمادي، كان لديه "حنطور" البكوات وهو "الكوبيل" ومطرز بمادة الذهب وأشرف على تصنيعه احد العاملين في مدرسة الفنون العالمية في أوروبا، وكان عاشقاً لتلك العربة التى كان يستقلها في جمع جولاته حتى رحلاته القريبة إلى بعض المحافظات التي كان يمتلك بها قصوراً كانت العربة تكون بجانبه وذكر أنه عمل في صناعة "الحنطور" منذ أن كان يبلغ عمره 15 عاماً، وبدأ في صناعة أول سيارة "حنطور" في مدينة البلينا جنوب محافظة سوهاج، وبدأ في تصنيع سيارة الحنطور كاملةً حتى وصل إلى القمة في ذلك وبدأ في تعليم أولاده لتلك الصنعة لأنها مصدر رزقهم الوحيد قائلاً "الشغل ده فن على الطراز التقليدي لأنه يتم تصنيع الحنطور من شوية خشب وده الفن في حد ذاته" وأشار إلى أنه يقوم بشراء الخشب والحديد من أحد الورش في محافظة الغربية، فضلاً عن الكاوتشات التى يتم شراؤها والبويات والمعجون والسنفرة والورنيش، ويستخدم آلات النجارة في تصنيع سيارات الحنطور واشتكى من ضعف السياحة خلال الفترة الماضية، وتأثير ذلك على صناعة الحنطور لأن عربات الحنطور كانت تمثل وسيلة نقل للسياح في محافظتي الأقصر وأسوان بصعيد مصر.