أعلن محمد عبد العزيز معاون وزير الآثار لشؤون الآثار الإسلامية والقبطية، المشرف على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، أنَّه تمَّ الانتهاء من الدراسات الخاصة بالترميم الإنشائي والمعماري لقصر البارون الأثري بمصر الجديدة، ضمن مشروع ترميم وتأهيل القصر الذي تنفِّذه وزارة الآثار حاليًّا. وقال عبد العزيز، في تصريحاتٍ له، اليوم السبت، إنَّه من المقرر أن يصل خبير من بلجيكا؛ للإطلاع على هذه الدراسات في شهر أبريل المقبل. وأضاف: "خلال الشهرين المقبلين سيتم الانتهاء من دراسات إعادة توظيف قصر البارون، بما لا يتنافى مع طبيعته وشكله الأصلي، وبخاصةً أنَّه يتميز بعددٍ من التماثيل الهندية والبوذية والزخارف الفريدة، بما يضمن استغلاله بالشكل الأمثل وجذب الزائرين والسائحين، لما له من قيمة تاريخية كبيرة، فهو شاهد على الثقافة التي سادت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، والتي كانت مزيجًا من إحياء الطرز التاريخية والولع بالشرق موطن الأديان والأساطير والغموض، والقصر مسجل كأثر منذ عام 1993". وأوضَّح: "هناك عدد من المقترحات لتوظيف قصر البارون، ومنها أنَّه يضم متحفًا أو معرضًا متغيرًا للقطع الأثرية يتم تجديدها شهريًّا، إلى جانب إعادة توظيف سطح القصر الأسطوري المزين برسوم نباتية وحيوانية بديعة لإقامة الحفلات المختلفة مثلما كان يفعل "البارون إمبان"، لا سيَّما أنَّه يتمتع بإطلالة بانورامية بديعة، وبذلك يتم توظيفه ثقافيًّا وفنيًّا مما يساهم في تحقيق الهدف من مشروع تطويره بالاضافة إلى زيادة الدخل". ولفت إلى أنَّ ورشة العمل التي تنظِّمها وزارة الآثار، اليوم، مع مؤسسة "تراث هليوبوليس" سيتم خلالها طرح كافة الأفكار والمقترحات لإعادة توظيف قصر البارون، الذي تمَّ ضمه لإدارة مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وبحث مدى إمكانية مساهمة المجتمع المدني في مشروع تأهيل القصر. وشيَّد قصر البارون المليونير البلجيكي "البارون إدوارد إمبان"، الذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد افتتاح قناة السويس، وتبلغ مساحته حوالى 12.5 ألف متر، وصمَّمه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911، وهو مستوحى من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، ويتكون القصر من طابقين وبدروم "السرداب"، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من أربعة طوابق، وصمم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبدًا.