برنامج «جملة مفيدة» الذى تقدّمه منى الشاذلى على «MBC مصر» تابع مساء أول من أمس الاعتداءات التى تعرض لها المثقفون المعتصمون فى وزارة الثقافة للمطالبة بإقالة علاء عبد العزيز، على يد مجموعات من الإسلاميين المؤيدين للوزير، حيث قالت الإعلامية منى الشاذلى إن محيط الوزارة شهد ما لم تشهده مصر من قبل، مشيرة إلى أن بعض المؤيدين للوزير لا يحترمون فكرة النشيد الوطنى والثقافة من الأساس. الشاذلى أضافت أن الدعوة بدأت على «تويتر» وبعض الصفحات الرسمية بالتجمهر أمام وزارة الثقافة لتأييد علاء عبد العزيز، هذه الدعوات لم تكن من مثقفين لهم رأى مختلف عن المعتصمين، ولكن كانت بين تيارات إسلامية مختلفة، البعض منهم يحرِّم الثقافة من الأساس، فيحرِّمون الموسيقى والرسم وكثيرا من أنواع الرواية والأدب أساسا ولديهم موقف سلبى واضح من الثقافة، وبعضهم لا يحترم فكرة النشيد أو السلام الوطنى لأن به موسىقى. الشاذلى أشارت إلى أن تجمهر المؤيدين للوزير تسبب فى اشتباكات وأصبح الأمن جزءا من الاشتباك حيث أصيب مجند من الأمن المركزى، وقيل إن من أصابه كان من المؤيدين للوزير، لذلك بدأ الأمن يطاردهم، وانتهى الاشتباك فى نهاية المطاف بانسحاب الإسلاميين. وفى تصريحات مثيرة للجدل نفى رئيس دار الكتب والوثائق القومية الجديد الدكتور خالد فهمى، أستاذ اللغة العربية بآداب المنوفية، انتماءه إلى جماعة الإخوان، وقال إنه يعبر عن وجهة نظرهم، مشيرا إلى أنه لا يعادى الثقافة، ولكنه يعترض على نوعية معينة من الفنون. فهمى قال: لست تابعا تنظيميا لجماعة الإخوان، ولكنى أعبّر عن وجهة نظرهم، وجاء قرار تعيينى فى الدار بعد مكالمة جاءتنى من الوزير علاء عبد العزيز بعد أن قرأ سيرتى الذاتية. فهمى أضاف «لا مبرر للخوف على وثائق مصر، بالعكس أنا أول من أصدر قرارا بتعميم التفتيش فى الخروج والدخول من الدار، حتى إنه يتم تفتيشى شخصيا، كما عممت تصريح الأمن القومى على كل الوثائق التى تخرج من الدار». وعن اعتصام المثقفين فى الوزارة قال: «لا يمكن لأى أحد عنده قدر من العقل أن يوافق على ما حدث، والحزن الذى ينتجه هذا المشهد ليس لأنه متكرر، ولكن لأن جزءا من إنتاجه لم يكن متوقعا، حينما نتكلم عن المثقفين الذين لا يمكن أن يكون واحد من خياراتهم الشتيمة». وأضاف: «لست ضد الثقافة، ولكن الفكرة الإسلامية لها فلسفة، مثلا الرسم، الفكرة لا تحرّم الرسم المتعلق بالأجسام، حتى الإخوان كمنظومة مَن يقرأ لهم لا يرون اعتراضا على هذا، ويستشهدون بأن بيت النبى كان فيه سجادة عليها رسوم، ولكنى ضد العرْى التام». من جانبه قال أستاذ الفكر الاستراتيجى والتطور المؤسسى الدكتور مصطفى حجازى، إن وصف يوم 30 يونيو على أنه دعوة لتظاهرات تقليل للحدث، مشيرا إلى أن أحدا لا يعرف إلى ماذا سينتهى، مذكرا بثورة 25 يناير التى لم يكن أحد يتوقع أن تنتهى بإسقاط النظام. حجازى أضاف أن التحرير فى ثورة يناير كان بورصة أمل، ولم يكن معروفا ما هى النهاية، الثورة لم تكن فيلما مُعدًّا، ولا مؤامرة محاكة، ولكنها فعل شعبى حقيقى، وصل إلى ما وصل إليه بحالة غير مسبوقة، هذه الإرادة لا يمكن التكهن بها. وتابع: «كذلك 30 يونيو ليس حدثا جديدا، ولكنه حق يمارسه المصريون، ومَن فى السلطة لم يعطِ إشارة واحدة تؤكد أنه مؤتمَن على مصر، وهذا الملمح هو الأكثر خطورة، فهى تأخذ إرثا من مبارك بمحاولة مواجهة الأمر بالترويع، والتدليس على الناس، وعدم الاستماع إلى أصل المشكلة». حجازى أوضح أن الأوْلى أن يفكر التيار الذى يحكم مصر فى كيفية أن يدمج نفسه فى المجتمع، وقال: العكس ما يحدث، فالنظام يضع نفسه فى حالة جفوة مع المجتمع، ووصل الأمر بالإخوان من الحظر القانونى إلى الحظر المجتمعى. حجازى ختم بأنهم يعمدون إلى ما يسمى قمع الشعب بالشعب، وينتهى الأمر بحالة من الفوضى، ولكن إذا لم توجد وسيلة لضبط الفوضى، ستكون عارمة، وغير محمودة العواقب، ولا يمكن التكهن بها، ونهايتها فى الغالب تنقلب على من صنعها.