رن جرس غرفة عمليات النجدة وإذا بالمتصل يقول لأمين الشرطة «يا باشا احنا لقينا جثة لواحدة مقتولة عندنا هنا فى أوسيم» ، سأله الشرطي «حضرتك عنوانك فين بالضبط؟» ، فأجابه «فى أوسيم يا فندم طريق المناشى جنب البنزينة». أخطرت غرفة النجدة وحدة مباحث مركز شرطة أوسيم، التى تحرك أحد ضباطها رفقة ثلاثة من أمناء الشرطة إلى جوار ضابط الدورية الليلية بالنوبتجية، لفحص البلاغ، فعثروا على الجثة وتيبن من ملاحظتها الأولية أن بها آثار خنق، تم إخطار النيابة العامة ، قبل أن يحضر وكيل النيابة لمعاينة الجثة وفحصها، ويأمر بإخطار مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف عليها، والتصريح بدفنها عقب تشريحها. جلس المقدم هشام بهجت رئيس مباحث أوسيم بجوار رجاله يبحث عن خيط أولى يتوصل من خلاله لكشف ملابسات الجريمة، التى أثارت اهتمام قيادات قطاع مباحث شمال الجيزة، وعلى رأسهم العميدين محمد عبدالتواب رئيس المباحث الجنائية، وإيهاب شلبى مفتش المباحث. خطة البحث التى وضعت لكشف ملابسات الحادث تضمنت أولى بنودها على فحص أقارب المجنى عليها وتتبع تحركاتهم بغية التوصل لأى جديد يفيد فى التوصل لشخصية الجانى، قبل أن تسفر تحريات فريق البحث عن مفاجأة إذ تبين أن أشقاء المجنى عليها وراء الحادث، «تامر.م» ، «عمرو»، و«صبري»، وجميعهم يعملون «عربجية» وأنهم يقيمون بمنطقة الوراق. فى كمين معد لضبط المتهمين أمكن ضباط المباحث من الإيقاع بأشقاء الفتاة الثلاثة، وفى جلسة التحقيق الأولى، لم ينكروا اتهامهم بقتل شقيقتهم «شيماء»، بعد مواجهتهم بالتحريات، وسردوا أمام اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تفاصيل جريمتهم بكل هدوء. قال المتهم الأول إن المجني عليها لم تكمل دراستها بعد وفاة والدتها، ونظراً لانشغالهم عنها وترددها على أصحاب المحال التجارية لشراء مستلزمات المنزل، تعرفت على عدد من شباب المنطقة، وقال والدموع بدأت تزرف من عينيه «سيرتها بقت على كل لسان». مضيفا «يا باشا أنا اتجننت لما عرفت أن أختى بتكلم شباب ..احنا ناس سمعتنا كويسة واتعلمنا الرجولة وملناش فى المشى الغلط»، متابعاً «قررت أنا وأخوتى التخلص منها، أخويا جابها البيت عندى واتجمعنا وأول ما وصلت خنقناها بإيشارب فماتت قدام عنينا». وشرح الشقيق الثانى للفتاة القتيلة تفاصيل ما بعد خنقهم لشقيقتهم قائلاً «قيدنا يديها ورجليها بحبل وحطناها فى بطانية واتصرفنا فى تروسيكل كبير ومشينا بيها لغاية الوراق وحدفناها فى مقلب الزبالة». «مش ندمان على اللى عملته... دى خلت سمعتنا فى الأرض».. هكذا اختتم الشقيق الثالث اعترافاته أمام مدير المباحث، قبل أن تأمر النيابة العامة بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، فى انتظار إحالتهم للمحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد.