كتب: هشام عبد الخالق الرئيس الأمريكي يعتبر الشرق الأوسط «مكان للمشكلات» وآسيا «أرض الفرص» «داعش» لا يمثل تهديدًا وجوديًا لأمريكا.. والتغيرات المناخية «الأخطر» نشر الكاتب الشهير، جيفري جولدبرج، الذي أجرى قبل أيام حوارا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مقالا مطولا بعنوان "عقيدة أوباما"، يتناول المعتقدات والأفكار الأساسية للرئيس فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، بناءً على مجموعة من الحوارات كان قد أجراها مع مسؤوليين في البيت الأبيض والكونجرس، إضافة إلى لقائه مع الرئيس أوباما. الكاتب الأمريكي قال، في مقاله بمجلة "ذي أتلانتيك"، إن «أوباما» يرى أن "الشرق الأوسط هو فقط مكان للمشكلات"، كما وصف سياسات الرئيس تجاه الشرق الأوسط بأنها "رغبة في فك الارتباط". أضاف جولدبرج: "أعتقد أن الرئيس لم يعد ينظر إلى الشرق الأوسط على أساس ما هو سييء أو جيد، في المقابل فهو يعتبر آسيا أرضا للفرص". أما عن روسيا، أصر جولدبرج على أن أوباما ينظر إلى الرئيس فلاديمير بوتن باعتباره "زعيم متراجع لقوة تتراجع"، فاعتبر روسيا مجرد "قوة إقليمية"، في المقابل يعتبر أوباما أن صعود الصين والتداعيات المحتملة لذلك مشكلة وطنية وأمنية أهم بكثير. كما تحدث جولدبرج عن الإرث الذي يرغب أوباما في تركه عندما يغادر البيت الأبيض، قائلا "الرئيس يشغله دائما ما سيفكر فيه المواطنين عنه بعد عشرين سنة، وخلال السنة الأخيرة له في المنصب سوف يطلع الجماهير على الحقيقة، ومع الوقت سيفهمون أنها حقا الحقيقة". الكاتب الأمريكي تناول في مقاله الشأن السوري، مشيرا إلى أن أوباما اعتبر أن الخط الأحمر بالنسبة للنظام السوري هو استخدام الأسلحة الكيميائية، فعندما تيقنت الإدارة الأمريكية من أن الرئيس بشار الأسد يستخدم هذا النوع من الأسلحة، أعلن أوباما ضرورة رحيل الأسد. وعلى الرغم من ذلك، اعتبر الكثير من النقاد أن أوباما يتعامل بهدوء مع معاناة السوريين الأبرياء. وفي أواخر صيف 2011، دعى الرئيس الأمريكي إلى رحيل الأسد. ولكنه لم يفعل الكثير من أجل إنهاء حكمه. فقاوم الأصوات التي طالبت بالاشتراك في هذا الأمر لأنه توقع، بناء عن تحليلات الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، أن الأسد سوف يسقط بدون تدخل أمريكي. دينيس روس، المستشار السابق للرئيس في شؤون الشرق الأوسط، قال عن السقوط السريع للرئيس المخلوع حسني مبارك، إنها "اللحظة التي تمثل ذروة الربيع العربي، ولكن مع تشبث الأسد بالسلطة، فإن مقاومة أوباما للتدخل المباشر تزايدت. وبعد عدة شهور من المداولات، سمح الرئيس لوكالة المخابرات المركزية بتدريب وتمويل المتمردين السوريين. وعن تنظيم "داعش" الإرهابي، اعتبر الرئيس أوباما أنه لا يمثل تهديد وجودي بالنسبة لأمريكا، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية من المحتمل أن تصبح هي "التهديد الأخطر للعالم كله، إذا لم نتخذ أي إجراءات للتعامل مع هذه الكارثة". جولدبرج قال إنه "ليس النفط، ولكن هناك واردات أخرى من الشرق الأوسط مثل الإرهاب، هي التي تشكل فهم الرئيس أوباما لمسؤولياته تجاهه". ففي بداية عام 2014، قالت أجهزة الاستخبارات للرئيس إن "داعش" يمثل أهمية هامشية. فوفقا لمسؤولي الإدارة الأمريكية، الجنرال لويد أوستين، قائد القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، قال للبيت الأبيض إن "داعش" ظاهرة ستنتهي قريبا، وهو ما دفع أوباما إلى وصف تحالف الجماعات الجهادية في سورياوالعراق بأنها "فريق من المبتدئين". وعن الشأن الليبي، ذكر جولدبرج أن أوباما كان يرفض التدخل العسكري في ليبيا، وذلك بناء على نصيحة نائبه جو بايدين، وما منع تحقيق رؤيته هو أن الهدف في عام 2011 كان منع معمر القذافي من قتل الأبرياء في بنغازي. ولكن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في هذا الوقت، وسوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، بالإضافة إلى سامانثا باور سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة الحالية، وبين رودز الذي كان مستشار بايدن للأمن القومي، ضغطوا على الإدارة الأمريكية للتدخل العسكري في ليبيا من أجل حماية الشعب، ونجحوا في إقناع أوباما فعلا بالتدخل. وفي النهاية، تدخلت أمريكا في ليبيا، وتم إنقاذ البعض ممّا كان من الممكن أن يكون مذبحة جماعية، وتم القبض على القذافي وإعدامه. ويقول أوباما الآن عن التدخل العسكري في ليبيا: "لم ينجح، فالولاياتالمتحدة تناولت عملية ليبيا بحذر ولكن الوضع ما زال ينبئ بكارثة أخرى". وأوضح الكاتب، أن السبب الرئيسي في حذر الولاياتالمتحدة في التعامل مع مشكلة ليبيا، هو أن أوباما لا يريد أن يُورِط الجيش الأمريكي في مناطق لا تُمثل خطرًا حقيقيًا للولايات المتحدةالأمريكية. وقال أوباما مُبررًا تفكيره في هذا الوقت: "لقد انهار النظام الليبي، وكانت هناك مظاهرات ضخمة ضد القذافي، وكذلك القبائل الموجود في ليبيا، وبنغازي كانت نقطة مركزية لنظام المعارضة، وكان القذافي يُحرِك كتائبه وميليشياته في اتجاهها". ويُكمل أوباما حديثه: "الخيار الأول في هذا الوقت كان أن لا نفعل شيئًا، وكان البعض في الإدارة يقول أنه على الرغم من الوضع المأساوي في ليبيا فأنها ليست مشكلتنا، ولكنني كنت أرى أنه إذا أصبح الوضع في ليبيا حربًا أهلية وفوضى ستكون مشكلة لنا جميعا، ولكن هذا ليس ما تفعله الولاياتالمتحدة، فليس من المعقول أن نقوم بشن حرب من جانب واحد ضد نظام القذافي، ففي هذا الوقت كانت هناك العديد من الدول الأوروبية ودول الخليج التي تحتقر القذافي، أو تفكر على أساس تعاطفي مع الوضع في بنغازي وليبيا عامةً، وكانوا يدعوننا إلى التحرك واتخاذ موقف، ولكن كانت هذه العادة منذ عقود في مثل هذه الظروف أن يدفعنا الناس للتصرف ثم يتواروا خلف الأنظار ولا يفعلون شيئًا ملقين باللوم على عاتقنا إذا حدث شئ سيئ". لذلك كان يجب ضمان أن يكون هناك تحالف دولي، باشتراك ممثلين من دول الخليج والدول الأوروبية، وكذلك تفويضًا من الأممالمتحدة. أوباما أوضح أن هذا التحالف كلف الولاياتالمتحدة مليار دولار، "ولكنه منع حرب أهلية كانت على وشك البدء، ومع ذلك ما تزال ليبيا في فوضى". وفي حديثه عن تركيا، جولدبرج قال إن أوباما كان يرى الرئيس رجب طيب أردوغان كقائد إسلامي من العصر الحديث، يحاول مد جسور الصلة بين الشرق والغرب، ولكنه يراه الآن "فاشل واستبدادي، يرفض استخدام قوات جيشه الهائلة لجلب الاستقرار لسوريا". وعن إسرائيل قال أوباما إنه "من الخطأ، أن أكون رئيسًا للولايات المتحدة، وألا أدافع عن أمن إسرائيل، فتنظيم القاعدة يهدد خطر إسرائيل ويجب القضاء عليه". وعن العراق يُكمل أوباما: "عندما أتيت إلى البيت الأبيض، كانت الحرب في العراق قد استنزفت الموارد الأمريكية بشكل كبير،وكنت أنوي الخروج من العراق وأفغانستان بأسرع وقت، فلم يكن هناك أحد جديد للإطاحة به، فالتدخل الأمريكي في العراق كان من أسوأ الأشياء التي فعلتها حكومة جورج بوش الابن، وعلّمت هيلاري كلينتون، التي صوتت لصالح الغزو الأمريكي للعراق، أن هذا كان من ضمن أحد المخاطر الغبية".