رأت صحيفة "واشنطن بوست" فى إحدى مقالات الرأى بها، أنه لم يفت الآوان على الرئيس باراك أوباما كى يعيد التفكير فى قيادة الولاياتالمتحدة للعالم. وقال الكاتب "فريد هايت": "على الرغم من أن قيام بوتين بضم شبه جزيرة القرم ليس خطأ أوباما إلا أنه يوضح أن العالم الذى يواجهه أوباما اليوم ليس هو العالم الذى توقع أن يقوده بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة". ويعتقد "هايت" أن أوباما لا يؤمن بالقوة العسكرية كوسيلة لحل الأزمات مثلما كان الأمر فى القرن ال19 وفى المقابل يرى أن الدبلوماسية هى الطريقة المُثلى لحل المشاكل التى تجاهلها أو خلقها أو تسبب فى تفاقمها الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش الأبن"، مرجحاً أن تكون التخلص من الأسلحة النووية الموجودة فى دول العالم بالإضافة إعادة بناء الاقتصاد الأمريكى أحد أهم أهداف التى وضعها أوباما نُصب عينه فور توليه الرئاسة". وتابع الكاتب قائلاً: إن سياسات أوباما تعكس هذا التفسير والدليل على ذلك هو انسحابه من العراق، والجدول الزمنى الموضوع للانسحاب من أفغانستان، والانسحاب السريع من ليبيا بعد المساعدة فى خلع الديكتاتور الراحل معمر القذافى، علاوةً على رفضه المساعدات العسكرية للمعارضه بسوريا. وأكد الكاتب أن أوباما قد ركز على ما أسماه "بناء الوطن" والدليل على ذلك هو تصريحاته للأمم المتحدة العام الماضى بأن الترويج للديمقراطية والتجارة الحرة فى منطقة الشرق الأوسط لم تعد "أهمية أساسية" للسياسة الخارجية الأمريكية. ورأى الكاتب الأمريكى أنه فى الوقت الذى تراجعت فيه الولاياتالمتحدة وخفضت النفقات أصبح العالم أكثر خطورة، حيث واصلت الصين بناءها العسكرى المصحوب بعدوانية إقليمية فى شرق وجنوب شرق آسيا، كذلك الأمر بالنسبة للتسلح النووى لكوريا الشمالية، والشأن السورى الذى أبدى أوباما طمأنينة من ناحيته معتقداً أن "أيام بشار الأسد" فى السلطة معدودة" - بحسب قوله – ولكن الحقيقة هو أن الأسد باقٍ قوياً فى منصبه، والآن يخطط فلاديمير بوتين لأجرأ انتهاك لسيادة دولة لم تحدث منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990. واختتم الكاتب مقاله قائلاً: "على الرغم من أنه لم يتبق سوى ثلاث سنوات على انتهاء الفترة الرئاسية لأوباما إلاّ أن الوقت لم يتأخر على تغيير مساره".