تحل اليوم، 14 مارس، الذكرى ال137 لميلاد ألبرت آينشتاين والذي يعتبر أحد أشهر علماء الفيزياء على مر التاريخ، إذ وضع نظريتي النسبية العامة والخاصة، واللذان يعتبران أساسًا للفيزياء الحديث، كما حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عن بحث التأثير الكهروضوئي، حيث كان له الفضل في تفسير الظواهر العلمية كانت الفيزياء الكلاسيكية فشلت في تفسيرها. ولد آينشتاين عام 1879 في مدينة أولم الألمانية لأبوين يهوديين، وقضى مراحل حياته الأولى في مدينة ميونخ، وعانى من صعوبات في التعلم خلال طفولته، حيث تأخر في النطق حتى سن الثالثة من عمره، لكنه في الوقت ذاته اهتم كثيرًا بالطبيعة وأبدى مهارة في فهم المسائل الرياضية المعقدة، وعندما أعطاه والده بوصلة وهو في الخامسة من عمره أدرك أن ثمة قوة في الفضاء تؤثر على حركتها. عرش نيوتن وفضلًا عن وضعه لنظرية النسبية، ينسب إلى آينشتاين أيضًا اكتشاف موجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها وإنما يستدل على وجودها فقط من آثارها عند تحرك الأجسام المهولة في الفضاء بقوة، إلا أن في وقت هذا الاكتشاف لم ينجح آينشتاين في تقديم دليل مادي ملموس على صحة نظريته، كما فشل الباحثون على مدار مائة عام في العثور على هذا الدليل، حتى نجحوا في ذلك في شهر فبراير من العام الجاري 2016. وكان آينشتاين قد أعلن عن اكتشافه موجات الجاذبية لأول مرة عام 1916 وأكد أن تلك الموجات هي المتحكم الرئيسي وانجذاب أي جسمين لبعضهما البعض، ولم ينجح آينشتاين في تقديم دليل على وجودها بسبب حجمها متناهي الصغر إلى أن نجح في ذلك علماء أمريكيون من مؤسسة العلوم الوطنية وعلماء روس من جامعة موسكو، حيث رصدت أجهزة الاستشعار بمركز LIGO بالولايات المتحدةالأمريكية اهتزازت ناتجة عن موجات الجاذبية ناتجة عن تصادم ثقبين أسودين كانا يبعدان عن بعضهما البعض مسافة مليار سنة ضوئية، ما يعني صحة نظرية آينشتاين بوجود موجات للجاذبية تدور في الكون بأكمله. ويعتبر البعض أن آينشتاين سلب عرش العالم الكبير إسحاق نيوتن، إذ اكتسب نيوتن معظم مجده وشهرته من وضعه نظريته عن الجاذبية والتي تنص على أن الجاذبية بين شيئين تعتمد في الأساس على كتلتهما والمسافة بينهما، بمعنى أنه إذا زادت كتلة هذين الشيئين ونقصت المسافة بينهما زادت قوة تجاذبهما، في حين أن نظرية آينشتاين كانت تنص على أن موجات الجاذبية تدور في جميع أنحاء الكون لتنقل طاقة الجذب، وجاء الاكتشاف الأخير ليثبت تفوق نظرية آينشتاين بعد مائة عام من اكتشافها. علاقته بإسرائيل شهدت علاقة آينشتاين بإسرائيل تحولًا خلال مراحل محياته، فعلى الرغم من أنه يهودي لأبوين يهوديين إلا أن تأييده لمشروع إقامة دولة صهيونية لم يدم طويلًا، فقد عبّر في عدة مناسبات عن حماسه للمشروع الصهيوني، إلا أنه سرعان ما عدل عن موقفه عندما صرح بأن القومية "مرض طفولي"، وأن الطبيعة الأصلية لليهود تتعارض مع فكرة إنشاء دولة يهودية ذات حدود وجيش، وتخوف من أن تضر هذه الفكرة بالديانة اليهودية، كما حذر من تجاهل المشكلة العربية ودعا إلى التعاون مع العرب وإبرام مواثيق الشرف معهم. بعد تأسيس دولة إسرائيل عُرض على آينشتاين تولي منصب رئيس الجمهورية، إلا أنه رفض المنصب مبررًا موقفه ذلك بقوله: "أنا مضطر لأن أقول للشعب الإسرائيلي الكثير من الأمور التي لايحب سماعها"، حيث كان يرفض إقامة وطن لشعب ما على حساب شعب آخر، كما كان يرفض دومًا خلال خطبه الاعتراف ب"دولة إسرائيل" بل كان يشير دائمًا إلى "فلسطين". توفي آينشتاين في 18 أبريل عام 1955 عن عمر ناهز ال61 عامًا إثر إصابته بتمدد الشريان الأورطي البطني، وتم الاحتفاظ بمخ آينشتاين لدى الطبيب توماس هارفي، فيما تم حرق جثمانه بمدينة ترينتون الأمريكية ونثر رماده في مكان مجهول.