سوف يذكر التاريخ للإخوان وتابعيهم أنهم ربما كانوا أول من يشقلب تلك القاعدة التاريخية التى تنص على أنه أثناء دراسة الحوادث والأحداث التاريخية الكارثية ينبغى علينا الرجوع إلى اللحظات التى تعقب وقوع الكارثة مباشرة لدراستها وفهم الظروف التى أدت إلى وقوعها لفهمها جيداً والعمل على عدم تكرارها مرة أخرى.. فالآن فى ظل حكم الإخوان لمصر لسنا بحاجة إلى دراسة الظروف التى سبقت وقوع الكارثة بعد وقوعها بالفعل.. حيث أننا الآن والحمد لله ندرس الظروف التى سوف تؤدى إلى وقوع الكارثة قبل وقوعها أساساً.. ليس لكى نمنعها ولكن للأسف لكى ندعها تقع.. لكى نشاهدها وهى تحدث على مرأى ومسمع من الجميع وبرعاية شخص من المفترض أن شغلته هى رئيس هذا البلد كما أنه من المفترض أيضاً أنه قد أقسم على حماية هذا الوطن وعلى الدفاع عنه.. فلينظر الجميع لكى يتعلم كيف تحدث الكوارث فى البلاد.. فلينظر الجميع ليرى التجسيد العملى لذلك المثل الشعبى الشهير.. «خربها وقعد على تلها».. فلينظر الجميع ليتعرف عن قرب على التجسيد الرسمى لمعنى صفة الكذب وعلى مدى ما يمكن لتلك الصفة الكريهة والبغيضة أن تعكسه على نفسية المتصفين بها من حقد لزج ودفين وكريه.. فلينظر الجميع إلى التجسيد الرسمى لمعنى الخداع.. فالإخوان – والحق يقال – لم يتفوقوا حتى الآن سوى فيه.. فالنموذج الخداعى الذى تبدع قيادات الإخوان الآن فى تقديمه للجمهور نموذج غير مسبوق.. حيث يعتمد ذلك النموذج الخداعى عند الإخوان على التمادى فى الخداع ثم التمادى فى الخداع ثم التمادى فى الخداع حتى يصلوا فى النهاية إلى نتيجة غير مسبوقة فى عالم الخداع.. ألا وهى خداعهم هم أنفسهم لأنفسهم بأنفسهم وتصديقهم لكذبتهم التى اخترعوها ليخدعوا بها الناس.. تراهم يكادوا يصدقوا أنفسهم وهم يقررون التمشية من مسجد رابعة إلى مدينة نصر بكاسكيتاتهم الخضراء واللوحة الكبيرة المكتوب عليها فى المقدمة «المسيرة العالمية إلى القدس» على الرغم من أنها ليست مسيرة عالمية ولا حاجة وعلى الرغم من أنها مسيرة إلى مدينة نصر وليس إلى القدس ولا حاجة وعلى الرغم من أن مصر الجميلة تئن من فرط العَوَء والمشكلات والمؤامرات الداخلية عليها وعلى شعبها الجميل ممن يحكمونها أنفسهم.. على الرغم من كل ذلك إلا أنهم ما بيتكسفوش للأسف.. تراهم وهم يمثلون على الناس فلا تكاد تصدق أنهم يعتقدون أن أحداً قد لا يكون لم يدرك بعد أنهم بيمثلوا.. هل يمكن للتشوهات النفسية أن تدفع شخصاً إلى الإنعزال عن وطنه وعن الواقع إلى تلك الدرجة الفجة من الإنعزال؟!.. ما الذى يمكن أن يحول البنى آدمين الأسوياء إلى تلك الحالات الإنسانية الممسوخة التى لا تثير الإستياء بقدر ما تثير الرثاء؟! ليست عندى إجابات محددة على تلك الأسئلة.. فمع كل تلك الكمية من الكذب والحقد يمكن للإنسان أن يفعل أى شيء وفيما يخص حكاية الكذب الإخوانى المتكرر تحت دعوى تغير الظروف.. فبالطريقه دى أستطيع ويستطيع أياً منكم أن يكذب كل دقيقه وضميره مستريح تماماً حيث أن الظروف تختلف كل فيمتو ثانية.. مش كل دقيقة بس.. إذن.. فلتطمئنوا تماماً.. وعندما تسألكم الملائكة يوم الموقف العظيم عن السبب وراء كل ذلك الكذب.. فكروا قبل أن تتسرعوا فى الإجابة.. ما تبقوش عبط.. وإكدبوا عليهم.. أيوه.. على الملايكة.. وأخبروهم أنكم ما كدبتوش ولا حاجة.. حتقولولى إزاى نكدب على الملايكة؟!.. حاقولكم.. إذا كانت الظروف المتغيره على الأرض تبيح الكذب.. فما بالكم بقى بالظروف المتغيره فى السما.. دا هو دا تغيير الظروف اللى على أبوه.. أيوه.. إكدبوا عليهم وقولولهم إنكم ما كدبتوش.. قولولهم وانتوا راسمين على وشكوا علامات التقوى والهدى والصلاح والحرية والعدالة وكل القيم الجميله دى وقولولهم.. « يا ملايكه انتوا مش واخدين بالكوا ولا إيه.. مش الظروف إتغيرت.. إحنا كنا على الأرض.. ودلوقت إحنا فى السما.. دى مش اتغيرت بس.. دى اتشقلبت «.. وبصرف النظر عن إنهم حيشقلبوكوا بعدها فى جهنم وبئس المصير.. كل دا مش مهم.. المهم بجد.. هو أنكم بذلك المعدل الثابت فى الأكاذيب وفى عدم الوفاء بالعهود سوف تصلون إلى نسبة الأغلبية فى مقر الكاذبين الأخير وبئس المصير.. وهذا هو ما يهمكم.. الأغلبية.. أما بقى فيما يخص مصر.. فلها رب يحفظها وشعب يحميها.. وشكراً..