كتب - هشام شعبان عندما سُئل عن الاعتزال، امتعض ورد هو الآخر بسؤال: هل يُعقل بعد نجاحي الأخير في مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" أن أعتزل التمثيل فماذا لو كنت فشلت مثلاً؟.. الزعيم عادل إمام.. صاحب التاريخ الفني العريض الذي رد بشجاعة على من طالبوه بالاعتزال بأنه مستمر في رحلته الفنية مهما كانت الضغوطات حتى وإن جاءت من أقرب الأصدقاء.. فهو رجل يتمتع بموهبة غير مسبوقة وقدرة فائقة على الوقوف أمام الكاميرا 17 ساعة يوميا، ليس هذا فقط بل إن أعماله الدرامية الأخيرة والتي انتقده عليها البعض درت على المنتجين ملايين الجنيهات وكان هو ولايزال نجم الشباك الأول وبفارق شاسع عن الجميع.. كل هذا لم يمنع بعض الشخصيات الفنية عن مطالبة الزعيم بالاعتزال بداعي "الحفاظ على تاريخه الفني من أن تلوثه أعمال لا قيمة لها"..
شجاعة الاعتزال في حوار صحفي أوائل شهر يوليو العام الماضي، انتقد الكاتب والسيناريست وحيد حامد، ما يقدمه الفنان عادل إمام حول "أعمال الدرامية" في كل موسم رمضاني. وقال حامد: "عادل إمام بالنسبة لي صديق عمر، وفنان كبير له جمهوره، هو مبدع بمعنى الكلمة، لكني على المستوى الشخصي أنا لست سعيدا بما يقدمه في هذه المرحلة، وقيمته الفنية أكبر من هذه الأعمال". وأضاف، في حوارٍ مع "المصري اليوم"، أن "كل فنان مبدع عليه أن يتحلى بشجاعة الاعتزال، على اعتبار أن الاعتزال هو سنة الحياة"، مشبها الأمر ب"ما يجري مع لاعبي كرة القدم الذين يأتي وقتًا ويعتزلون اللعب". وجب الاعتزال بعد عرض مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" رمضان الفائت، قال الناقد الفني محمود قاسم إنه أُصيب بحالة إحباط شديدة من خلال مشاهدته للحلقات اﻷولى من العمل وقرر عدم متابعتة نهائيًا، ﻷن العمل لا يضيف أى جديد للمشاهد أو للفنان القائم علي العمل. وتابع قاسم "لو اعتزل عادل إمام الفن خلال عام 2010 كان سيظل محتفظًا بالصورة التي رسمها له الجمهور فى ذهنه منذ فترة كبيرة، واﻷن وجب ااعتزال". الرئيس المخلوع لجمهورية السينما الشعبية في مقال له عام 2012، طالب الكاتب الصحفي أسامة صفار الزعيم عادل إمام بالاعتزال حفاظا على فنه، واحتراما لمسيرته الفنية التي أبدع فيها واستطاع أن يحافظ على لقب الأول فى شباك إيرادات السينما المصرية قبل أن يقوم الشعب بخلعه مثل مبارك. ووصف الكاتب في مقال له ببوابة "آخر ساعة" حينما كان الزعيم يقدم مسلسله "فرقة ناجي عطا الله"، عادل إمام ب "الرئيس المخلوع" لجمهورية السينما الشعبية في مصر وأنه نفسه الصورة المناظرة لمبارك الذي احترف المرض قبل خلعه بسنوات لدرجة أنه كان يسير بعشرات السنيدة ويصبغ شعرا ثمانينيا ويتحدث كأن له صلة بالعالم وهو ما لم يكن حقيقيا إلا إذا كان هذا العالم هو الهانم. وأنهى الكاتب مقاله قائلا: "لأن الخلع كان مصير مبارك فعلي عادل إمام أن ينتهي من الأمر ويتوقف – ليس فقط عن عروض الون مان شو – ولكن عن التمثيل حفاظا علي ما بقي من تاريخه، فالأمر هنا لا يتوقف عند مسلسل فاشل لدرجة الاستفزاز ولكنه يتجاوزه إلى تشويه تاريخه الذي يحتوي الكثير من النجاحات بصرف النظر عن القيمة التي يمكن أن تكون أعماله قد أضافتها لمصر وللأمة العربية وللفن.