الإعاقة فكرية وليست جسدية، هذا ما أثبتته فتاة صينية تعرضت لحادث مأساوي في عام 2000 عندما كانت تبلغ من العمر أربع سنوات فقط، مما أدى لبتر ساقيها الاثنين. "تشيان هونجيان"، البالغة من العمر الآن 19 عاما، تعيش في مقاطعة "يوننان" جنوب غرب الصين، ونجحت في سبتمبر الماضي في الفوز بميدالية ذهبية في المباراة النهائية لأولمبياد السباحة للمعاقين. تصدرت الفتاة الصينية في عام 2005 عددا من الصحف المحلية والعالمية بعدما ظهرت تسير على كرة السلة بدلا من ساقيها، وهو ما أظهر قوتها وإرادتها في تخطي إعاقتها. أصبحت "تشيان" بطلة وطنية عندما فازت عام 2009 في مسابقة السباحة الصينية على الرغم من إعاقتها القوية وانتمائها لعائلة فقيرة للغاية تكسب قوتها اليومي من الزراعة وبيع الحرير. صحيفة الشعب الصينية اليومية أوضحت أن جد الفتاة ابتكر طريقة لمساعدتها عن طريق قطع كرة سلة قديمة لتحل محل الجزء السفلي من جسدها وتستطيع التحرك بمرونة اعتمادًا على مقابض خشبية تمسكها بيديها، وهو ما حقق لها التوازن والراحة نسبيا. على مدار سنوات عديدة من الطفولة، كانت تلقب "تشيان" ب"فتاة كرة السلة" من قبل الجيران والسكان المحليين"؛ إلا أن التبرعات والمساعدات أعطتها فرصة للعيش بطريقة أفضل عن طريق تركيب ساقين صناعيين. لا تعتبر السيقان المفقودة هي العقبة الوحيدة في حياة "فتاة كرة السلة"، فعندما بلغت من العمر 11 عاما لم تستطع الذهاب إلى المدرسة ومواصلة تعليمها؛ حيث إن أسرتها لا تملك المال الكافي لتعليمها، ولذلك ركزت مجهودها على السباحة. في غضون سنوات قليلة تمكنت "تشيان" من الفوز بعدد من الميداليات الذهبية في المسابقات الوطنية، وكانت تحلم بتمثيل الصين في أولمبياد المعاقين بلندن عام 2012؛ إلا أن وفاة جدها في عام 2011 كان له أثرا سلبيا على حالتها النفسية ومستواها الرياضي. أصبحت "فتاة كرة السلة" مثالا يحتذى به في الصين وملهما قويا للحياة والتحدي، بعد أن فازت بالميدالية الذهبية في سبتمبر 2014 عندما نجحت في السباحة لمسافة 100 مترا.