عجوز: بشتغل ب50 جنيها في الأسبوع وبحلم بسقف بيت.. ومسؤول: "هنطورها" احنا اللي عايزين مصر تصبح علينا بحاجات كتير.. هكذا رد أهالي قرية باب العبيد التابعة لحي وسط الإسكندرية، على الحملة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، تحت عنوان "صبح على مصر بجنيه"، مشيرين خلال لقائهم ب"التحرير" إلى انعدام حالهم المعيشي إلى جانب حاجتهم إلى علاج يشفي أمراضهم وهو ما لايقدرون عليه ماديا. "با ب العبيد" التي يعود أصل تسميتها إلى عهد الأمير طوسون أحد أمراء الأسرة العلوية حيث تجمع عبيده، ترصد "التحرير" حالها في السطور التالية خاصة وضع القريةبعدما زارتها وزيرة التعاون الدولي سحر نصر قبل نحو 10 أيام، ووعدت بتطويرها.
مرضى بلا علاج قالت سناء إبراهيم، 60 سنة، إن أهالي القرية في حاجة ماسة للعلاج على نفقة الدولة، فعلاوة على أنهم مرض بالسكر وفيروس سي، لا يجدون ثمن العلاج، لأنهم لا يجدون ثمن الطعام أصلا. وتضيف المرأة العجوز: "أنا مريضة بالسكر ومش معايا أ جيب علاج و بشتغل على البوص بدراعي، وبنتي مريضة بفيروس سي، ومش قادرة أ جيب لها علاج ولا أ عمل لها تحاليل، وزوجي رجل مريض مش بيتحرك"، متمنية أن "ينصلح حال البلد". ومسعد أمين، 35 سنة، يشير إلى الشوارع المكسرة في القرية، والتي تمنع السيارات من الدخول إليها، "مفيش مواصلات ومفيش طرق مرصوفة، دا حتى عواميد النور مش شغالة كلها.. ودا بيخلي الليل ييجي ويومنا يخلص كأننا مش بني آدمين".. بهذه الكلمات عبر مسعد أمين عن ضيقه من الخدمات الحكومية في القرية. وأضاف أن أعضاء مجلس النواب لم يعرفوا طريق القرية إلا وقت المنافسة الانتخابية وبعد فوزهم نسوا مشاكل أهلها، متابعا: "مفيش حد بيسأل فينا، والستات هنا بتساعد الرجالة بالشغل في البوص علشان يأكلوا عيش". أنثى بدرجة راجل عزيزة إسماعيل، 40 سنة، تعمل على البوص لمساعدة زوجها في مصاريف المنزل، تقول: "مفيش شغل في القرية فبنشتغل على جمع وتربيط البوص لحساب تاجر بيجيب لنا الأدوات اللي بنستخدمها، وهنا الناس بتسقف بيوتها بالبوص لأن مش معاها فلوس تعمل خرسانة". أما السيدة أم جمال، 60 سنة، فلا تتمنى في حديثها ل"التحرير" إلا سقف بيت مسلح يحميها من الأمطار التي تغرق بيتها في الشتاء، قائلة: "سقف بيتي من البوص والحمام بتاعنا يعتبر بيطل على السماء.. إحنا يعتبر عايشين في العراء"، مشيرة إلى أن مكسبها من العمل على البوص 50 جنيها في الأسبوع، وأنها أخرجت ابنها من المدرسة كي يساعدها في مصاريف البيت. ويشير كمال محمود، 30 سنة، صياد، إلى أزمة اختلاط مياه الصرف الصحي والمجاري بمياه ترعة العموم، بقوله: "مش عارفين نصطاد والسمك اللي بنصطاده من الترعة اختفى من 6 شهور.. ياريت حد يحل لنا الأزمة دي، لأننا من أفقر 13 قرية على مستوى مصر". ورأت السيدة "أم منى"، 50 سنة، أن زيارة وزيرة التعاون الدولي سحر نصر إلى القرية لم تحل أي مشكلة، مستكملة: "الوزيرة وعدتنا بأن المهندسين هعاينوا البيوت لكن مفيش حد عمل حاجة، عشمتنا على الفاضي". الحكومة بين نفي ووعد من جانبه قال المهندس إبراهيم سالمان، وكيل وزارة الري للصرف عن منطقة غرب الدلتا، إن مصرف العموم هو مصرف مخصص للصرف الزراعي حيث يمتد من محافظة البحيرة إلى الإسكندرية ليصب في بحيرة مريوط. ونفى سالمان في تصريحات خاصة ل"التحرير"، ما قاله الأهالي بشأن اختلاط مياه المصرف بمياه الصرف الصحي أو الصناعي، مؤكدا أن هذا كلام ليس له أي أساس من الصحة -بحسب قوله. كما أكد أن المصرف يعتبر من المصادر الهامة للأسماك حيث تجد داخل مياه الصرف الزراعي بيئة مناسبة لها للنمو والتكاثر، مشيرا إلى أنه لاصحة لتأثر الثروة السمكية بالمصرف خلال الفترة الأخيرة. وفي سياق متصل قال علي مرسي رئيس حي وسط الإسكندرية، إن "باب العبيد" تقع ضمن 13 منطقة الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية، حيث يعيش قاطنوها في أوضاع معيشية صعبة. ولفت مرسي في تصريحات خاصة ل"التحرير"، إلى أن تلك المنطقة وعدد من المناطق المجاورة موجودة ضمن خطة التطوير التي تبنتها المحافظة لتطوير عدد من المناطق العشوائية بالإسكندرية بالتعاون مع القوات المسلحة. ونوه إلى أن خطة التطوير تلك تتضمن رصف القرية بالكامل وكذلك تغطية مصرف العموم الذي يمر أمامها وتحويل مسطحه لطريق مرور سيارات.
* 26 * 14 * 28 * 18 * 13[1] * 13 * 10 * النساء يعملن في قرية باب العبيد * 9 * 7 * 7[1] * 3 * 3[1] * 2 * 5