خطوط الصرف ضيقة ومتهالكة.. واختلاطها بمياه الشرب كارثة المحافظ: خطة للقرى المحرومة.. وانتهاء محطة كفر سعد خلال أشهر يعيش المواطنون فى معظم قرى محافظة دمياط معاناة تؤرق حياتهم، وتحيلها أحيانا إلى جحيم، وتتمثل في تدني مستوى الصرف الصحي في معظم القرى وربما في قلب المدينة، فالخطوط ضيقه متهالكة، وطفح البلاعات مستمر، فضلا عن بطء استجابة المسؤولين لإصلاح الكسور أو تسليك المواسير المكتومة معظم الأحيان، حتى يستطيع المواطنون استنشاق هواء نظيف خال من الرائحة التى تتسب في الكثير من الأمراض وخاصة الصدرية. قرية غيط النصارى، التابعة لمركز دمياط، تعاني سوء تخطيط وسوء إدارة واضحة لملف الصرف الصحي، الذى دائما ما تطفح مياهه لتغرق الشوارع وتتسبب فى إعاقة حركة المواطنين، كما تتسبب فى تجمع الحشرات والطحالب عليها، وبالتالي إصابة الكثير من المواطنين بالأمراض نتيجة انتشار الذباب والحشرات داخل المنازل، فضلا عن الروائح الكريهه المنبعثة منها . هاني سالم، من أبناء القرية يقول: "سنين واحنا شايفين الذل والمر فى موضوع الصرف الصحى، دايما البلاعات تتكتم وتطفح فى الشوارع ومفيش ماكينات رفع علشان تسحب الصرف للمحطات الكبيرة، وللأسف كل مره المجارى تطفح فيها بنشوف المر لغاية ما حد ييجى يسلكها، مع إننا بندفع له من جيوبنا الخاصة وهو موظف بياخد مرتب، لكن بنفضل رايحين جايين عليه، وكل ما كان الدفع أكثر تبقى استجابته أسرع، ومضطرين لأن بيبقى الوضع سيئ جدا". ويضيف خالد مسعود: "مياه الصرف تختلط بمياه الشرب لأن الخطوط كلها بجانب بعضها، وجين تطفح المجارى تملأ الشوارع وتظل أياما إلى أن يتكرم علينا المسؤولون بإرسال من يصلح العيب ولكن بعد أن تكون الأرض قد تشبعت بمياه الصرف وتسربت لمواسير مياه الشرب من خلال الوصلات، وأصبحنا نحس بطعم المياه، ولكن ماذا نفعل؟". ويؤكد: "الأمراض تمكنت من الناس بسبب الإهمال في هذا الأمر الخطير ولكن للأسف لاتوجد حلول، وقد تهبنا من كثرة الشكوى دون مجيب، ومازال أهلنا يدفعون الثمن". ويوضح: "الصرف الصحى وسوء الإدارة فيه هو حالة عامة فى كل المحافظة لأن شركة مياه الشرب والصرف الصحى لايعنيها سوى تحصيل رسوم الصرف على فواتير المياه أول كل شهر، ولا تقدم ولا تطور من أدائها للسيطره على هذه المشاكل، فلا تجد قرية تخلو من طفح للمجارى ومعاناة يعيشها مواطنوها يوميا". ويقول محمد سعد، من أهل القرية، "مية الصرف الصحى بتدخل علينا البيوت وجابت لنا الأمراض من حيث لاندرى، تعبنا شكاوى للمسؤولين، عاوزين تغيير كامل وإحلال وتجديد لكل خطوط الصرف الصحى فى القرية لأن اللى موجودة خلاص جابت آخرها، وكمان مفيش خطوط انحدار حديثة ولا ماكينات رفع متصلة بالمحطات الكبيرة علشان تسحب وترفع المية بعيد عن القرية، الحقيقة مش عارفين نحل المشكله دى ازاى، ومسؤولين الوحدة المحلية ودن من طين وودن من عجين، ولا حد بيهتم بحاجه خالص". الأمر في قرى ك"عزبة 8″ التابعة لمركز كفر سعد، أسوأ من ذلك، فالقرية ليس بها صرف صحي أساسا، ويقوم أهالى العزبة البالغ عددهم أكثر من 20 ألف نسمة بتصريف مخلفاتهم فى ترعة رى الأراضى الزراعية، ولهذا مردوده السيئ والسلبى على المياه التى تستخدم فى ري الأراضى الزراعية، ويستخدمها المواطنون فى الغسيل بديلا لمياه الشرب حال انقطاعها. يقول طلعت محمد، من قرى عزب 8، "أملنا أن يكون لدينا صرف صحى، لأننا فى سنة 2015 ولا يصح أن نصرف فى الترعة، ثم نروى منها الأرض، كما أننا نضطر لاستخدام مياه الترعة فى الغسيل، واستخدامات أخرى فى البيوت حين تكون المياه مقطوعة، وغالبا بتقطع كتير، فيا ريت المسؤلين يبصوا لنا بصة آدمية، إحنا لنا حقوق فى الدولة، ومن حقنا نعيش زى بافى المواطنين، والصرف ده ضرورة وضرورة ملحة كمان، علشان النظافة والوقاية من التلوث والأمراض". وفي مدينة السرو، التابعة لمركز الزرقا، ورغم وجود مجلس محلي كونها مدينة، فإن هذا لم يشفع لها، حيث يعانى معظم السكان من مشكلة الصرف الصحى وبخاصة المنطقة المجاورة للمسجد الكبير التى تم إحلالها وتجديدها، ولكن للأسف لم يتم الإحلال والتجديد بالطريقة الصحيحة. يقول عامر على، "كنا نظن أننا سنرتاح بعد تجديد الخطوط، وأن المجارى لن تطفح مرة أخرى، ولكن للأسف خط الانحدار ليس مضبوطا، ومياه الصرف تعود للطفح وإغراق الشوارع، وكثيرا ما تدخل البيوت علينا وعلى أولادنا حتى أصابتنا بالأمراض". ويضيف: "تخيل أنك تدخل بيتك فتجد مياه الصرف برائحتها القذرة في مواجهتك، مقابلاك ثم نشكو فلا أحد يستجيب لنا بتسليك البلاعات وتصريف المياه، وقد فاض بنا، وأصبحنا بحاجة لإصلاح المنظومة بالكامل لأننا نعيش بالفعل أوضاعا صعبة، رغم أننا فى القرن الواحد والعشرين والدنيا تتقدم من حولنا ونحن مازلنا غارقين في مياه الصرف الصحي". الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط، أكد أن هناك بالفعل العديد من القرى محرومة من هذه الخدمة المهة، وأن المحافظة تعمل على إدراج جميع القرى المحرومة من الصرف الصحى ضمن خطة للإصلاح تنتهي فى أقرب وقت، كما هو الحال فى قرية كفر المنازلة، التابعة لمركز كفر سعد، حيث سيتم الانتهاء من محطة الرفع وخطوط الانحدار فى غضون أشهر قليلة. وخلال لقائه بالمواطنين عقب صلاة الجمعة، بمدينة كفر البطيخ، وعد المحافظ المواطنين الذين اشتكوا من عدم وجود صرف صحى بعدد من قرى المركز بالقضاء تماما على هذه الظاهرة، وعمل صرف صحى بطريقة حديثة فى كل قرى المحافظة.