تعجبت صحيفة «وول إستريت جورنال» الأمريكية، من بث الاجتماع الذي عقدته الرئاسة المصرية مع عدد من القوى السياسية لمناقشة طرق مواجهة سد النهضة، الذي يهدد البلاد بالعطش – حسب تعبير الصحيفة – مشيرة إلى أن الحلول العسكرية التي تم طرحها لإيقاف أديس أبابا عن استكمال المشروع، تأتي بنتائج عكسية، وتجعلها تواصل البناء مهما كان الثمن. وقالت الصحيفة، إنه «في الوقت الذي تكافح البلاد لحل مشكلة فقدان إيرادات السياحة والاستثمار الأجنبي، تواجه مصر تهديدا اقتصاديا آخر يلوح في الأفق، من مشروع يتم بناؤه على بعد مئات الأميال إلى الجنوب، حيث آثارت خطوة إثيوبيا البدء في بناء مشروع سدود النهضة على النيل الأزرق مخاوف جديدة بشأن تأثيره على إمدادات المياه إلى مصر والسودان». وأضافت أن ما يثير الاستغراب، الطريقة التي تعاملت بها الرئاسة مع القوى السياسية خلال الاجتماع، لمناقشة سبل مواجهة بناء السد، وبث اللقاء على الهواء مباشرة، مع ما تضمنه من اقتراحات غير دبلوماسية، تسير كلها في اتجاه الحلول العسكرية لتدمير السد. ونقلت الصحيفة عن هاني رسلان، مدير وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام الإستراتيجي قوله، إن هذه المشاهد تأتي بنتائج عكسية على مصر، من خلال تعزيز عزم إثيوبيا على المضي قدما في المشروع. وأوضحت أن مصر تحصل على نحو 60٪ من احتياجاتها السنوية البالغة 55 مليار متر مكعب، من المياه التي يأتي من نهر النيل الأزرق الذي سيقام عليه السد، لافتا إلى أنه في السنوات الست التي تستغرق لملء إثيوبيا السد، من المتوقع أن تفقد مصر ما يصل إلى 19 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويا، مما يتسبب في معاناة لملايين المزارعين المصريين وأسرهم. وأضاف أن إمدادات الكهرباء من سد أسوان، تنخفض بنسبة تتراوح بين 25-40٪ بمجرد الانتهاء من السد الإثيوبي، وأنه في مرحلة ما في المستقبل، يمكن أن يؤدي قلة المياه لوقف توليد الكهرباء.