قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إنَّ رسالة الأزهر تتمثَّل في التمسك بمنهج أهل السُّنة والجماعة بمذاهبه المختلفة كما يسلك في فهم رسالة الإسلام وتعليمها والدعوة إليها نفس النهج. وأضاف، في كلمته التي ألقاها خلال حفل تكريمه ومنحه الدكتوراة الفخرية من جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية بإندونيسيا، اليوم الأربعاء: "الأزهر الشريف يحمل مسؤولية الجانب العلمي والدعوي من رسالة الإسلام، حيث يتميز الخطاب الأزهري بالوسطية في العقيدة بين أتباع السلف المحترزين من التشبيه ومن مزالق التأويل". وتابع: "السمة المميزة للمنهج الأزهري هي التحليل النصي العميق والدقيق للتراث، وما يلقاه الخطاب الأزهري الوسطي من قبول في العالم الإسلامي وخارجه يرجع إلى المزج بين الفكر العلمي بالروح الصوفي في وسطية واعتدال"، مشيدًا بدور علماء الأمة ووصفهم بأنَّهم يحملون رسالة الأنبياء إذ أنَّ المعرفة هي عصمة الأمة من الضلال والتيه كما أنَّ التعليم رسالة وحياة. وثمن مكانة مصر في العالم واحتضانها الأزهر الشريف، قائلاً: "منذُ ألف عام - بل تزيد - أقامت في مصر البلد الوحيد الذي يمتدُّ في فضاء القارَّتين العريقتين: آسيا وأفريقيا، وهما منشأ الحضارات الإنسانية، ومهبط كلِّ الرِّسالاتِ السماويَّة، منارة بارزة تبعث بأضوائها الهادية إلى أطراف العالَم كلِّه، وبخاصَّة شباب هاتين القارَّتين من أبناء الأمَّتين العربية والإسلاميَّة. وهو الأزهر الشريف الذي بفضله أقفُ بينكُم اليوم". وأوضح الطيب: "التكريم ليس فقط تكريم للأزهر جامعًا وجامعةً، بل هو تكريم للمسلمين متمثلًا في خادم الأزهر الشريف وخادم العلم والعلماء والفقير إلى الله تعالى الذي يقف بين أيديكم الآن".