حضر عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، اليوم الثلاثاء، احتفال تكريم أئمة العالم الإسلامي، المشاركين في الدروة التدريبية رقم (104)، التي تنظمها اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر كل 3 أشهر على أحدث أساليب الدعوة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي. أكد شومان، في كلمته، أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم كثيرا من التحديات، بسبب الصورة المغلوطة عن الإسلام وأحكامه، حيث يحاول البعض أن يربط بينه و الإرهاب ، مشيرًا إلى أن تصحيح هذه المفاهيم في الأذهان يتطلب من القائمين على مجال الدعوة القيام بدور أكبر خلال هذه المرحلة، ويظهروا للجميع أن الإسلام دين السلام والرحمة يدعو للتعايش السلمي مع جميع البشر مهما اختلفت القوميات والأفكار. شومان لفت إلى أن الإسلام وضع الأسس والضوابط الكاملة لعلاقة المرء بربه، وفي علاقته ببني جنسه، وعلاقته بسائر المخلوقات، وجاءت جميع هذه الضوابط متوافقة مع فطرة الإنسان وعقله، فيها من التيسير والسماحة والمرونة، وهذه من خصائص الإسلام العظيمة التي ترتبط بأصل هذا الدين، ولا يعيق تطبيقها عائق، ففي أوج قوة المسلمين كانت السماحة شعارا لهذا الدين. أوصى وكيل الأزهر الأئمة بنقل سماحة الإسلام لبلادهم، فهم خير سفراء للأزهر والمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، الذي لا إفراط فيه أو غلو، وأن يترجموا ذلك بأفعالهم قبل أقوالهم، وأن يعملوا على ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين أبناء بلادهم؛ لأنه الخيار الأوحد لتخفيف المعاناة عن الناس، موضحًا أن الدورات التدريبية التي يعقدها الأزهر للأئمة هي ركيزة أساسية ننظر إيها على أنها ثروة كبرى لتدريب سفراء لنشر السلام من خلال منهج الوسطية والاعتدال، ونوه بأن الأزهر المؤسسة الوحيدة التي لها قبول وانتشار في العالم أجمع. من جانبه، طالب الشيخ محمد زكي رزق، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية، الأئمة ببيان حقيقة الإسلام بسماحته ووسطيته داخل مجتمعاتهم، وتصحيح ما تم تشويهه والعمل على توجيه المواطنين إلى تحقيق المصالح العليا للأمة، واستتباب الأمن واستقرار المجتمعات التي يعيشون فيها. أوصاهم بنقل ما تعلموه ودرسوه خلال الدورة عن سماحة الإسلام، وترجمته لواقع عملي تستفيد منه مجتمعاتهم، من خلال التمسك بالأصول والثوابت الصحيحة، وعدم الالتفات إلى الأقوال الضعيفة أو المدسوسة.