كتبت - ريهام الوجية سادت حالة من الحزن في قرية العساكرة، بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، اليوم السبت، لوفاة نقيب قراء الشرقية الشيخ أحمد عامر، آخر قراء جيل العظماء بإذاعة القرآن الكريم، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز ال 89 عاما. يذكر أن الراحل نشأ على القرآن الكريم، حيث كان والده الشيخ محمد عامر من أهل القرآن وخاصته، لحق بكتاب الشيخ عبد الله بقرية (الأخيوة) وأتم حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره. انطلق الفتى إلى قرية ( الضهير) بمحافظة الدقهلية لتعلم القراءات على يد الشيخ عبد السلام الشرباصي، (جد) الشيخ محمد خاطر، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعندما اقترب من الثالثة عشرة، أتم تجويد القرآن الكريم بأحكامه وتعلم القراءات السبع ليطلق عليه أهل قريته لقب الشيخ، وذاع صيته في أنحاء محافظة الشرقية والبلاد والقرى المجاورة. يتقدم لاختبارات الإذاعة وينجح بامتياز عام 1963، وسافر الشيخ أحمد محمد عامر إلى السودان فى أول بعثة من وزارة الأوقاف المصرية بصحبة الشيخ الجليل محمد الغزالي والشيخ محمود عبد الحكم. وتوالت رحلاته لقراءة القرآن الكريم في البلاد العربي , ومنها فلسطين و سوريا و السعودية، ومنها إلى أوروبا وأمريكا ودول آسيا، حيث طاف بكتاب الله جميع أنحاءالعالم، وظل يتردد على لندن منذ 27 عاما لتلاوة القرآن الكريم هناك للجاليات الإسلامية، وخاصة فى رمضان. وتقول الجاليات الإسلامية عنه، إن رمضان وزكرياته ترتبط في أذهانهم بوجود الشيخ أحمد عامر، أو الشيخ رمضان، كما لقبوه لوجوده معهم الدائم خلال شهر رمضان. كما حصد الشيخ (أبو عامر) كما أطلق عليه أهل بلدته العديد من الأوسمة منها وسام ملك ماليزيا عام 1972، ليرأس لجنة تحكيم القرآن الكريم الدولية في ماليزيا أيضاً. تمت دعوته على العديد من المؤتمرات الإسلامية فى لوس أنجلوس و وألمانيا والبرازيل والهند وباكستان وإيران، إلا أن الشيخ الجليل يعتبر أن أعلى وسام حصل عليه هو شهادة أهل القرآن له، وعطاؤه وحرصه الشديد على تلاوة القرآن الكريم بأحكامه.