إيرادات الفيلم تتخطى المليار دولار.. و«مارفل» فى الصدارة الرجل الحديدى أو «Iron Man» يحل ضيفا على جمهوره فى الجزء الثالث من سلسلة الأفلام التى بدأتها شركة «مارفل» بقسمها السينمائى المسؤول عن تطوير العديد من الأفلام التى يتصدرها أبطال رواياتهم المصورة التى يعرفها العالم باسم «الكوميكس»، رجل الأعمال تونى ستارك (روبرت داوتى جونيور) أو الرجل الحديدى يواجه خطرا من نوع جديد، فإلى جانب شخصية العدو الرئيسية فى الفيلم وهى «ماندرين» (بن كينجسلى) يواجه ستارك نوبات فزع أصبحت تهاجمه بشكل مستمر بعد معركة «نيويورك» الكبرى فى فيلم «Avengers» وما تبع نوبات الفزع من تغير فى معاملته مع صديقته بيبر (جونيث بالترو) وباقى أصدقائه. المساحة الدرامية زادت فى الجزء الثالث إذا ما قورنت بالجزأين السابقين على حساب مساحة المعارك التى تميز أفلام الأبطال الخارقين، حيث لا يشذ عن هذه القاعدة سوى عدد محدود من الأفلام التى تنتمى إلى مثل هذه النوعية على رأسها فيلم «Sin City»، وهو ما فتح المجال أمام أبطال الفيلم لاستعراض قدراتهم التمثيلية، خصوصا أن معظهم من نجوم الشباك فى هوليوود، فروبرت استطاع التعبير عن الحالة النفسية التى تمر بها الشخصية، نتيجة خوفه على نفسه وعلى حبيبته، وهو ما أضاف بعدا أكبر للشخصية التى اعتاد جمهورها على كونها تعكس انفعالات بسيطة منها الغرور والتظاهر، ليضيف عليها روبرت ضعفا إنسانيا بأدائه، مما يجعلها أقرب للمشاهد، وأكثر واقعية، ومنح نجاحا للفيلم يمكن ملاحظته فى الإيرادات الفيلم التى تخطت مليار دولار فى ثانى أسابيع عرضه. المساحة الدرامية الأكبر التى شهدها الفيلم لم يستفد منها فقط روبرت، بل امتدت إلى الممثل الكبير بن كينجسلى وشخصية العدو الأساسى «ماندرين» التى تم ابتكارها عام 2006 التى تبلغ من القوة أن الرجل الحديدى استطاع التغلب عليها فى سلسلة الروايات المصورة بصعوبة بالغة، بعد أن تسببت فى تدمير كل مخزونه من سلاحه الرئيسى -البدلة الحديدية- مما اضطره إلى محاربته بالنسخة التى طورها فى أثناء أسره فى أفغانستان، لذلك كانت الحاجة إلى تطوير الشخصية لتتناسب مع العرض السينمائى، وهو ما نجح فيه فريق العمل مع كاتبى السيناريو درو بيرس، ومخرج الفيلم شين بلاك، حيث استطاعوا تطوير الشخصية بحيلة بسيطة خالفت توقعات كل من يتابع سلسلة الروايات المصورة ويعرف ما حدث، لكن نجاحها اعتمد بشكل رئيسى على قدرة بن كينجسلى فى إقناع المشاهد وهو ما جعل اختياره موفقا جدا من قبل فريق العمل لتنوع أدواته كممثل وقدرته على التعبير عن تحولات الشخصية فى كل مراحلها. لم يكن هناك تغير كبير فى طريقة إخراج الفيلم بعد اختيار شركتى «مارفل» و«بارامونت» المنتجتين للفيلم شين بلاك لإخراج الجزء الأخير من السلسلة خلفا ل«جون فافيرو» الذى اكتفى بدور رئيس الأمن بشركات «ستارك» فى هذا الفيلم، فكلاهما لا يملك خبرات إخراجية كبيرة تجعل من التغيير جوهريا ومؤثرا على طابع الفيلم الثابت، ويرجع ذلك إلى طبيعة السلسلة التى تعتمد بشكل كبير على قدرات أبطاله التمثيلية والخدع البصرية.