هنا في باسوس مركز القناطر بمحافظة القليوبية كانت الصرخة الأولى للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في منزل والده بالقرية حيث تمت والدته في هذا المنزل قبل أن تتنتقل الأسرة للإقامة في القاهرة بحي الحسين وبعدها في شارع الجيش بوسط القاهرة. الأهالي في باسوس يؤكدون أن ارتباط الكاتب الكبير بالقرية لم تتعدَ أسرة عمه عبد الحميد هيكل شقيق والده والذي كان الفضل له في تعليمه والوقوف ضد رغبة والده الحاج حسنين في ترك "الأستاذ" للتعليم والعمل في تجارة والده الأمر الذي كان يرفضه هيكل بشده وسانده فيه عمه وقال "سأصرف عليك من جنيه إلى ألف". وأوضح بعض الأهالي أن علاقة الأستاذ بالقرية كانت متقطعة لزيارة أقاربه هناك وارتباطه بنجل عمه حافظ وهو أساس فرع العائلة المتواجد حتى الآن بالقرية، مشيرين إلى أن آخر مرة زار فيها القرية كان يوم وفاة حافظ في عام 1996 وبعدها لم يدخل القرية مرة أخرى وخاصة وأنه قام بنقل رفات والده من القرية بعد أن تعرضت شقيقته المرحومة خديجة لتزاحم من بعض المقرئين والمساكين وطالبي الحسنة بالمقابر عند زيارة والدها مما أثار استياء "الأستاذ" وقرر نقل رفات والده من القرية. والتقت "التحرير" بالحاج عبد الله حافظ عبد الحميد هيكل نجل ابن عم "الأستاذ" والذي يعمل بالتجارة ولايزال يعيش وأشقاؤه بباسوس والذي قال إنه كان على علاقة قوية بهيكل ولكن عن طريق السؤال عليه والاطمئنان على صحته من نجل شقيقته الكبرى خديجة ونجلها، مضيفًا أن آخر مرة نزل فيها القرية كانت في وفاة والدي حافظ عبد الحميد هيكل والذي كانت تربطهما علاقة ود وصداقة لم تنقطع حتى وفاته ومن ساعتها لم يحضر إلى باسوس مرة أخرى. وقال عبد الله إنه شاهد هيكل للمرة الأخيرة خارج البلدة في عزاء شقيقة الأستاذ الحاجة خديجة في الحامدية الشاذلية وأكد أن المنزل الذي كان يملكله والد الأستاذ بالقرية باعه ب100 جنيه منذ زمن بعيد، وبعدها تنقلت ملكيته بين العديد من مواطنى القرية حتى تم هدمه مؤخرًا وتحويله لقطعة أرض مخصصة لأن تكون مخزنًا. ويحكي عبد الله أن جده حسنين كان يرفض الذهاب لعزبة برقاش الخاصة بالأستاذ محمد هيكل أو يركب السيارة التي اشتراها الأستاذ له بعد أن تم تصفية تجارته حتى مماته، وأكد أن واقعة نقل رفات والد الأستاذ صحيحة، مشيرًا إلى أن القرية تعاني من الكثير من المشاكل ولم تحظى بأي اهتمام على تاريخها ولم يهتم المسئولين بها أو وضع اعتبار لأنها مسقط رأس الكاتب الكبير محمد حسانين هيكل، حسب قوله.