اتصال تليفوني، يطلب من الأهل القدوم لحمل "جثة نجلهم"، والذي لم يتوفَ في حادث طريق، وإنما توفي داخل مصحة يفترض أنها للعلاج، وتزيد فاجعة الأسرة حينما يرون آثار التعذيب والاعتداء جلية على جسد ابنهم، ليفاجأوا أن مسؤلي العلاج ما هم إلا مسجلين خطر أو مدمنين سابقين، وليسوا أطباء. 7 مصحات يديرها طبيب شهير دون ترخيص أسرة دفعت 30 ألف جنيه، وأبدت استعدادها لدفع مثلهم كل شهر، لعلاج نجلهم من الإدمان، داخل مصحة بفيلا فخمة بحدائق الأهرام، مملوكة لطبيب شهير، لكن بعد إسبوع واحد استلموا جثة نجلهم، واكتشفوا أن المكان غير مرخص، يستغل فيه الطبيب الشهير اسمه ويجني منه المال دون أن يقدم لضحاياه علاج حقيقي. وتقدمت الأسرة ببلاغ إلى نيابة الهرم، برئاسة المستشار محمد أبو الحسب، الذي انتقل لمعاينة المكان، وكانت المفاجئة وجود 7 مصحات ملك لنفس الطبيب، جميعها بمنطقة حدائق الأهرام وغير مرخصة، فأمر بإغلاقها جميعًا، والقبض على مالكها، مع حبس العاملين بتلك الأماكن، وهم ضابط سابق و5 مسجلين خطر. مصحة شبرامنت يديرها مسجلون خطر بعد انتشار سمعة سيئة لفيلا بمنطقة شبرامنت بأبو النمرس، داهمت قوات الأمن المكان، فتبين أنه يدار كمركز لعلاج الإدمان، دون ترخيص، أو أطباء، يقوم بإدارته 7 متهمين جميعهم مسجلون خطر، صادرة ضدهم أحكام قضائية، ويخضع تحت سطوتهم 18 شخصًا يتلقون العلاج. العلاج بالتعذيب داخل مصحة المقطم ومع غياب الضمير والعلم، قد يجد الجناة ملاك المصحات غير المرخصة، في الضحايا فرصة لممارسة السادية والتعذيب عليهم، ويبررونها للأهل بأنها في صالح نجلهم حتى يتعافى، لكنهم لا يعلمون بخطورة وحظر استخدام التعذيب علميًا لعلاج الإدمان، حتى يفاجأوا بمصرع نجلهم فيستوعبون الدرس، لكن بعد فوات الآوان. ففي مايو الماضي، ظهرت فضيحة مركز "دي توكس" لعلاج الإدمان بالمقطم، حين توفي الشاب علاء محمد، من شدة التعذيب، وسادت حالة من الفوضى بالمكان، استغلها باقي النزلاء للهرب من شدة التعذيب، وأبلغوا الشرطة، وأكدت التحقيقات أن المكان غير مرخص. مستوطنات مصحات الإدمان المزيفة ويبدو أن لمصحات علاج الإدمان أوكارًا يجتمعون فيها، فكما تشهد منطقة حدائق الأهرام ضبط مصحات عدة، يبدوا أن المقطم وكرًا ثانيًا لتلك المصحات، حيث تم ضبط مصحة أخرى في فبراير 2013، بعد مقتل طالب جامعى علاء نبيل، داخل مركز اسمه "الندى"، جراء تعرضه للتعذيب بدعوى علاجه من مرضه. كيفية العلاج الآمن من الإدمان يقول مختصون في علاج الإدمان، إنه يجب ألا يتم اللجوء لمكان لا يحمل لافتات من الخارج، ولا يعلق رقم إشهار وتصريح عمل، مؤكدين أن جميع الأماكن غير المرخصة، تحاول التخفي عن أعين الأمن، فتجدها تتخذ مقر سكني فيلا أو ماشبه بمنطقة منعزلة، ولا يوجد عليه من الخارج ما يوضح أنه مكان علاج. وينصح الخبراء بضرورة اللجوء إلى المختصين والخط الساخن للعلاج من الإدمان ضمان، فدائمًا ما يؤكد القائمين على صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إتاحة الخط الساخن لعلاج الإدمان رقم 16023 على مدار 24 ساعة، وطوال أيام الأسبوع بدون توقف، ويقدم الخدمة بالمجان وفى سرية تامة، بدءًا من المشورة العلاجية، وصولًا إلى تقديم العلاج ومتابعة الحالات، علاوة على توفير المشورة للأسر حول كيفية اكتشاف تعاطي الأبناء وآلية مساعدتهم. وللصندوق 13 مستشفى ومركز معتمدين على مستوى الجمهورية، وتوزع المستشفيات بين القاهرةوالمحافظات، وهي مستشفى مصر الجديدة، والدمرداش، والمعادي، والعباسية، وقصر العيني، وحلوان، والمعمورة، والمنيا، وبورسعيد، وبنها، وطنطا، والخانكة. كانت وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، أعلنت نهاية شهر ديسمبر الماضى، أن الخط الساخن لصندوق علاج الإدمان، استقبل 74 ألفًا و952 مريضًا للعلاج من تعاطي المخدرات، منهم 20.356 مريضًا جديدًا و54.596 مريضًا يترددون للمتابعة. كما استقبل الصندوق 30131 مكالمة هاتفية خلال عام 2015، تنوعت ما بين مكالمات لطلب العلاج، ومكالمات للمتابعة، وأخرى للمشورة وذلك من المرضى أنفسهم أو ذويهم. وجاءت محافظة القاهرة في المرتبة الأولى لعدد المقبلين على العلاج بنسبة 38%، يليها محافظة الجيزة ب18%، ثم محافظة الإسكندرية ب9%، حيث تتمتع هذه المحافظات بالقرب الجغرافي للمستشفيات من المرضى أنفسهم. وأوضحت والي أن معدل تعاطي عقار الترامادول يحتل المرتبة الأولى من بين المدمنين المتقدمين للعلاج ب51.8%، يليه الهيروين ب25.6 %، و36.4% من الحالات هم من قاموا بالاتصال بأنفسهم إيمانا منهم بأهمية تلقي العلاج.