يقول الخبر: (إن الصين قامت بإنشاء منطقة تشبه تمامًا الأهرامات الثلاثة وأبو الهول وآثار أبو رواش في مدينة تشينزين الصينية)، ويضيف كاتب التقرير في اليوم السابع أن عدد السائحين الذين زاروا هذه المنطقة فقط بلغ نحو 15 مليون سائح. (أفتح هذا القوس لأخبرك أن عدد السائحين الذين هبطوا ربوع مصر كلها لم يتجاوز 10 ملايين سائح في عام 2015، وفقا للأرقام الرسمية). أما السؤال فهو لماذا أقدم الصينيون على هذا الفعل؟ ليس عندي ذرة شك واحدة في أنهم أيقنوا أننا لا نعرف كيف نروّج للسياحة في بلادنا، ولا ندري كيف نتعامل مع هذا الكنز الأثري الخلاب، وهكذا قرر أحفاد ماو أن (ينقلوا) الأهرامات إلى بلدهم ليستمتع السائح بزيارة اثنين من عجائب الدنيا السبع في بلد واحد... سور الصين العظيم والأهرامات المصرية! بكل أسف... غياب الكفاءة عن قطاعي الآثار والسياحة لدينا هو السبب في هذه الفضيحة، فإذا قدر لك أن تزور منطقة الأهرام المصرية سيعتريك السخط على هذا الكم الهائل من الفوضى والإهمال واللامبالاة، وستسأل نفسك ألف مرة هل نعرف نحن المصريين قيمة الكنز الذي تركه لنا الأجداد؟ لقد تفنن الصينيون في جذب السائحين إلى منطقة الأهرام المزوّرة بطرق عديدة، ونجحوا في ذلك، إذ ارتدى العاملون هناك الزي الفرعوني، وأحضروا الخيول والإبل ليمتطيها السائح مسرورًا مغتبطا بأنه يعيش في زمن الفراعنة، وفتحوا المطاعم التي تقدم الطعام المصري، ناهيك عن النظافة والدقة واختفاء الإلحاح الغليظ من باعة التحف المقلدة، والأدهى أنهم صنعوا (الصوت والضوء) كما يقول التقرير. لا أعرف كيف ستواجه الحكومة هذا الواقع (الأثري) الجديد، ولكني متيقن أنها لن تبذل الجهد المطلوب لإعادة الاعتبار إلى منطقة الأهرامات، لأنها حكومة بلا كفاءة، لا في مجال السياحة فحسب، وإنما في معظم مجالات العمل العام بكل أسف. في الختام.. لا أدري.. هل نشكر الصين لأنها تحافظ على (آثارنا) وتروج لها، أم نلعنها لأنها (تسرق) منا السياح؟