بعد أسبوعين على إعلان اتفاق "معراب"، الذي رشح فيه سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية، خصمه وعدوه اللدود الجنرال ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر لرئاسة لبنان، أعلن الأمين العام لتنظيم "حزب الله"، حسن نصر الله، مساء أمس، دعم حزبه ترشيح عون، لرئاسة الجمهورية اللبنانية. وقال نصر الله في كلمة متلفزة، إن "ميشال عون، هو مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، لدينا التزام أخلاقي وسياسي بدعمنا لترشيحه، وهذا أمر غير مخفي". وأضاف، أنه "جديا يوجد مرشحان هما فرنجية وعون، ونحن نرى أن هناك ربحا سياسيا كبيرا حتى هذه اللحظة لفريقنا". وتابع، أن "المشهد الموجود حاليا يقول إنه لم يعد هناك رئيس للجمهورية من قوى 14 آذار (المعارضة للنظام السوري)، والرئيس القادم سيكون من قوى 8 آذار (المؤيدة للنظام السوري)". ودعا، إلى "مزيد من التحاور والنقاش"، حول اختيار رئيس الجمهورية. وحول إعلان حزب "القوات اللبنانية" تأييد ترشيح "عون" للرئاسة، قال نصر الله، "عندما يتحاور حليفنا مع أي جهة حتى لو كانت مغايرة لسياستنا، لا نخاف ولا نقلق على العكس نؤيده، لأننا نثق في حلفائنا". وهنا يوجد سؤال يجب طرحه، هل ترشيح حزب الله، لعون، كفيل لوصوله إلى قصر بعبدا "القصر الرئاسي"؟ الإجابة هنا ستكون لا، فرغم إعلان حزب الله والقوات اللبنانية، إلا أن الجنرال ما زال بعيدا نظريا عن الوصول لقصر بعبدا، وهذا يعتمد على حجم تمثيل الكتل النيابية المرشحه لعون، فحزب الله يملك 13 مقعدا، والقوات اللبنانية تملك 8 مقاعد، يضافون إلى 21 مقعدا يمثلون التيار التيار الوطني الحر، التابع لعون، تكون النسبة 42 مقعدا، إضافة إلى النواب المستقلين، وهنا يكون حجم مرشحي عون في مجلس النواب لايتخطى 45 مقعدا، وهو ما لا يضمن له بأي حال من الأحوال الفوز برئاسة لبنان في تصويت مجلس النواب في شكل خريطة التحالفات الحالية. وبالنظر للمرشح المنافس لعون، وهو الوزير السابق سليمان فرنجية، فهو يحظى بتاييد رئيس وزراء لبنان الأسبق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري "الكتلة النيابية الأكبر"، كما يحظى بدعم رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله، ويحظى بدعم النائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب التفدمي الاشتراكي. ويتضح أن موقف فرنجية حتى الآن، أقوى من موقف عون، لأن الكتل النيابية الداعمة لفرنجية، قد تتخطى 70 مقعدا، وتتمثل كالآتي: 36 مقعدا كتلة تيار المستقيل، و13 مقعدا لحركة أمل "نبيه بري"، و11 مقعدا كتلة اللقاء الديمقراطي "كمال جنبلاط"، و3 مقاعد كتلة سلميان فرنجية، ومقعدان لحزب البعث، و6 مقاعد للمستقللين، وبهذا تتخطى الكتلة المرشحة للنائب سليمان فرنجية، 70 عضوا، قد تزيد حال إضيف إليها 5 مقاعد لحزب الكتائب اللبنانية "عضو بتيار 14 آذار وحليف سعد الحريري". وتبقى آمال ميشال عون بعيدة عن قصربعبدا، حتى حدوث تغيير ما في المواقف، أو حدوث تفاهمات سياسية جديدة، أو تخلي سليمان فرنجية عن الترشح ودعم عون، وهو الأمر الذي رفضه فرنجية، بقوله "كيف ينسحب من يملك 70 صوتا لمن ليس لديه سوى 40 صوتا فقط؟"، وفي تصريح آخر، قال"لو هاتفني بشار الأسد وحسن نصرالله لن أتنازل، فلننزل إلى الانتخابات، وصاحب الأصوات الأقل يتنازل لصاحب الأصوات الأعلى، فليس هناك انتخابات في العالم تنازل فيها صاحب القبول الأكبر لصاحب القبول الأصغر". ويشهد لبنان فراغا رئاسيا منذ 25 مايو2014، إثر انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، حيث فشل البرلمان طوال 34 جلسة، آخرها كان في 7 يناير الماضي، في انتخاب الرئيس 13 للبلاد، بسبب الخلافات السياسية التي حالت دائما دون اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب الرئيس، وهي 86 نائبا على الأقل من مجموع 128 نائبا، وغالبا ما يقاطع نواب كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله، ونواب التيار الوطني الحر من أجل تعطيل النصاب.