أسير مصري طالب زملاءه بالاستسلام فردوا بإطلاق النار.. وتل أبيب تكبَّدت خسائر كبيرة في المواجهة في ذكرى صمود المصريين ضد إسرائيل ب"معركة شدوان"، خصَّصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم السبت، ملفًا عن النصر المصري على العدو الإسرائيلي، اعترفت فيه الصحيفة ببطولات المصريين ضد قواتها في هذه المعركة الباسلة. في يناير 1970، حاولت القوات الإسرائيلية احتلال جزيرة شدوان التي تقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وجرت اشتباكات بين سرية من الصاعقة المصرية وكتيبة من المظليين الإسرائيليين. ملحمة شعبية مصرية بعد أن هاجمت تل أبيب الجزيرة فجر الخميس 22 يناير، شهدت الجزيرة ملحمةً شعبيةً، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال، حيث شنَّت القوات الإسرائيلية هجومًا ضخمًا على الجزيرة جوًا وبحرًا، وهاجموا مساكن المدنيين، واستمر القتال بين الجانبين إلى أن تمكَّنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازي "ميراج" و"سكاي هوك"، وفشل العدو رغم تفوقه العددي. في اليوم التالي للقتال، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، في الوقت الذي قامت فيه القوات البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدَّى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة. اعتراف إسرائيلي: فجأة انفتحت علينا أبواب جهنم الهزيمة الإسرائيلية الساحقة تذكرتها تل أبيب في مرارة اليوم، وقالت "يديعوت أحرونوت": "قبل 46 عاما، اشتبك العشرات من الجنود المصريين في جزيرة شدوان مع مقاتلي تل أبيب، ما أسفر عن مصرع وإصابة وأسر إسرائيليين، ثمَّ كانت كارثة أخرى سبَّبت حالةً من الحسرة والألم الشديد في تل أبيب، فقد انفجرت شاحنة مليئة بالذخيرة في سفينة تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية لتودي بحياة 24 إسرائيليًّا منهم 21 جنديًّا وثلاثة مدنيين من العاملين بالجيش الإسرائيلي، علاوةً على إصابة العشرات، كان الأمر أشبه بفتح أبواب جهنم علينا فجأة". قالوا للمصريين: لو حياتكم غالية عليكم سلموا أنفسكم ..ورفضوا وأضافت: "في ال22 من يناير 1970 سيطر مقاتلو لواء المظلات الإسرائيلي الذين أقلتهم المروحيات على جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، وصرخ أحد الجنود الذين كان معه مكبران للصوت مخاطبًا المصريين: انصتوا انصتوا جيدًا.. يا قوات الكوماندوز المصرية، الجيش الإسرائيلي لم يأت اليوم للقضاء عليكم وإنما جاء لأسركم، إن كانت حياتكم غالية عليكم، أخرجوا من مرابضكم، وألقوا بأسلحتكم وأرفعوا أياديكم للأعلى، استسلموا..، وعندما اقترب مقاتلو الجيش الإسرائيلي من الموقع الذي يختبئ فيه المصريون، وجدوا رايةً بيضاءً لكن تبيَّن أنَّ هذا خداع بصري وأن الحديث يدور عن ستارة ممزقة، وفي الحال أطلق المصريون النار وتمَّ تبادل إطلاق الرصاص، وأصيب الجنود الإسرائيليون". أسير مصري طالب زملاءه بالاستسلام.. فردوا بإطلاق النار وذكرت الصحيفة: "أحد الجنود المصريين الذي وقعوا في الأسر تحدث في الميكروفون وقال إنَّ الإسرائليين يعاملون بشكل جيد وعلى زملائه الاستسلام، إلا أنَّ المصريين ردوا بإطلاق النيران، ولم يخضعوا، ما دفع تل أبيب في النهاية إلى استخدام سلاح الجو لقصف المخابئ، وتكبدت تل أبيب خسائر تمثلت في مقتل عدد من محاربي الجيش الإسرائيلي، وسقوط ضابط آخر في الأسر". الصدمات نزلت على قيادات إسرائيل كالمطرقة وأوضحت الصحيفة: "حدثت كارثة أخرى، حينما انفجرت سفينة تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي بستة أطنان من المواد الناسفة، ولم يتبقَ إلا قطع من المعدن المحترق والشظايا، وفي دائرة نصف قطرها 50 مترًا كان المكان مليئًا بعشرات القتلى والمصابين الإسرائيليين، وأخلت تل أبيب المصابين وتمَّ نقلهم لمستشفى يوسفطال في إيلات، كما وصفت الصحف العبرية الكوارث المتلاحقة وقتها بأنَّها صدمات نزلت على قيادات الشعب الإسرائيلي كضربات المطرقة، وتجمع الإسرائيليون وقتها في المخابئ بسبب الذعر والخوف". لجنة تحقيق بتل أبيب تسجن ضابطين وأشارت "يديعوت" إلى أنَّ لجنة تحقيق إسرائيلية تمَّ تشكيلها بعد الكارثة، كشفت أنَّ تعليمات أصدرتها القيادة العسكرية للجنود بالحذر من حدوث تفجيرات، وهي التعليمات التي قوبلت باستهتار، لافتةً إلى أنَّه في شهر ديسمبر 1970، أصدر القضاء العسكري الإسرائيلي حكمًا بالسجن على ضابطين، ونزع رتبهم العسكرية.