ربما يختلف الصراع في الداخل السوري عن غيره من البلدان العربية التي اندلعت بها ثورات وصراعات ك"تونس ومصر وحتى اليمن"، وذلك نتيجة تعدد الطوائف الدينية واحترابها وكذا انقسامها الذي بدا واضحا جليا في الانحيازات إما لطرف النظام أم المعارضة أو الاستقلال بالقرار كالذي يفعله الأكراد تحديدا.. سوريا التي ينص دستورها على أنها دولة علمانية نظامها اشتراكي، تعد الدولة الأكثر تعقيدا من حيث تركيبة سكانها طائفيا وعرقيا - بعد لبنان - ومنذ العام 2011 وهي تدور في فلك الحرب الأهلية بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه، وهو الصراع الذي زادت حدته وويلاته بدخول تنظيم داعش الإرهابي على خط النار كطرف ثالث له أطماعه في تلك البلاد المنهكة.. واقع أليم يغلفه خوف من المستقبل حتى فى حال تنحى الأسد أو هُزم في الميدان.. مستقبل قد تصبغه التركيبة الطائفية والعرقية فتتحول معها الدولة إلى دويلات.. وحتى العام 2012 كانت التركيبة السكانية على هذا النحو: السنة: يأتي أهل السنة في المرتبة الأولى، فهم يمثلون حوالي 70% من السكان، وتتركز الأغلبية السنية في المحافظات الرئيسية مثل: "دمشق، حمص، حماة، حلب، الرقة، درعا". مسيحيون: ينتشر المسيحيون في كل أنحاء البلاد، وفي بعض المدن يتركزون في أحياء معينة، أو في قرى بأكملها، كمنطقة باب توما، وهي منطقة مسيحية في مدينة دمشق القديمة، وهم يمثلون نحو 10% من السكان، ويعتبر المجتمع المسيحي في دمشق من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم. الدروز: يتركز معظمهم - وهم يمثلون نحو 4% من السكان - في محافظة السويداء بالمنطقة الجنوبية، كما يتواجدون في مدينة جرمانا الصغيرة التي تقع جنوب شرقي دمشق ويعيش بها الكثير من السوريين العلمانيين المنتمين لطوائف إسلامية مختلفة أيضا، فضلا عن وجود أكثر من 40 ألف درزي في هضبة الجولان المحتل. الشيعة: يمثلون ما بين 4.5 إلى 4%، وتتمثل الأغلبية الشيعية تلك من الآلاف الذين هاجروا من العراق منذ فترة طويلة قبل الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003. ويتواجد الشيعة في العديد من الأحياء بمحافظاتسوريا المختلفة مثل حي زين العابدين وحي الأمين والجورة في العاصمة دمشق، وبلدة نّبل في حلب، ووالفوعة شرق إدلب وفي مدن حمص ودرعا. الإسماعيليون: الإسماعيلية هي إحدى أفرع المذهب الشيعي، وتعتبر "السَلمية" التي تقع على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة حماة في وسط سوريا، عاصمة الطائفة الإسماعيلية في سوريا والشرق الأوسط. العلويون: يعرفون أيضاً بالنصيريين، وهم ينتمون اسميا لطائفة الشيعة ويمثلون نسبة 13% من السكان.وهي الطائفة الدينية نفسها التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. ينتشر العلويون في سوريا بشكل أساسي في الجبال الساحلية من البلاد، من عكار جنوبا، إلى طوروس شمالا، وينتمون للطائفة الشيعية الاثني عشرية، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماة ودمشق وحوران ولواء الإسكندرونة. اليهود بالنسبة لليهود فقد هاجر معظمهم بعد سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بمغادرة البلاد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتشير الإحصائيات إلى بقاء عدد قليل جدا لا يتجاوز الآلاف في كل من حلب ودمشق حصرا، وهناك دراسات تقول إن عددهم لا يتجاوز المئات. أقليات قومية وعرقية أرمن: يتركز وجودهم في مدينة حلب وريف اللاذقية ومدينة القامشلي شمال شرق سوريا، وتبلغ نسبتهم 4%، وبحسب بعض التقديرات فإن ما بين 60 و100 ألف مسيحي من أصل أرمني يقيمون في سوريا، وهم أحفاد الأرمن الذين فروا من المجازر إبان حكم السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. التركمان: يبلغ تعدادهم نحو 3.5 مليون نسمة بنسبة 30% تقريبا، وهم مسلمون سنة، و يتوزع تركمان سوريا بين القرى والمدن وأهم تجمعاتهم في حلب ودمشق واللاذقية وحمص، وينقسم التركمان إلى قسمين: تركمان المدن ذوي الأصول التركية وتكرمان القرى وهؤلاء ينتمي غالبيتهم إلى قبائل الأوغوز. الأكراد: يقطن الأكراد المناطق الشمالية الشرقية من سوريا المحاذية للعراق وتركيا خاصة محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب، ويكونون ما بين 10 و15% من مجموع سكان سوريا أي حوالي أكثر من مليون كردي. كانت الحكومات السورية المتعاقبة تميز تمييزا واضحا ضد الأكراد خوفا من احتمال أن يجنحوا نحو الانفصال. وقد حرم كثيرون منهم حتى من الحصول على الجنسية السورية طبقا لقانون صدر في أوائل ستينيات القرن الماضي. الشراكسة: يتركزون في دمشق، ومعظم الشركس في سوريا الّذين يقدر تعدادهم ب 150 ألف شركسي هم أحفاد أولئك الذين طردهم الروس من وطنهم في شمال القوقاز إلى الإمبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. الآشوريين الآراميين يتواجدون بشكل ملحوظ في أقصى شمال شرق سوريا بمدينة القامشلي والقرى التابعة لها وكذلك في حلب ودمشق، ويشكلون حوالي ثلث مسيحيي سوريا ويتبع أغلبهم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كما أن هناك تواجد للكلدان والآشوريين وخاصة من الذين نزحوا من العراق. بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية عن أعدادهم غير أن معظم المصادر تقدرهم بحوالي 700,000 إلى 800,000 يضاف إليهم أكثر من 200,000 لاجيء عراقي. أقليات أخرى رغم عدم توافر مصادر موثوقة ومعتمدة تحدد بشكل واضح معالم التركيبة السكانية في سوريا، إلا أن المعلومات العامة تشير أيضاً إلى وجود داجستان وشيشان وغيرهم، كما توجد أيضا أقلية يزيدية في منطقة جبل سنجار على الحدود مع العراق.