فى حال سماعك أن المريض يحتاج إلى عناية مركزة فإن أول ما يخطر ببالك أنه الأمل الأخير لإعادته إلى الحياة من جديد، إلا أنك تُفاجأ بصعوبة تحقيق هذا الأمل فدخول العناية المركزة ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى الانتظار والحجز ضمن قائمة للحصول على سرير داخلها بالمستشفيات العامة، أو تتجه مجبرًا إلى المستشفيات الخاصة مباشرة والمخصصة للأغنياء فقط، أما الفقراء فليس لهم غير الموت أو انتظاره للحصول على سرير داخل العناية المركزة. للحصول على سرير بالعناية المركزة.. عليك التنقل بين المستشفيات أو قائمة الانتظار
الفقراء عليهم الانتظار في قائمة الطوارئ للحصول على سرير بالعناية المركزة، ومَن لا يستطيع الانتظار فالموت أقرب إليه، بينما الأغنياء فالذهاب إلى المستشفيات الخاصة أقرب الطرق. يقول محمد علي: "إن والدتي مريضة قلب وشعرت بنوبة حادة فتم نقلها إلى مستشفى الباجور العام، فأمر الطبيب بدخولها العناية المركزة، إلا أني فوجئت بعدم وجود مكان لها، فذهبت إلى المستشفى الجامعي بشبين الكوم والمستشفى التعلمي أيضًا، إلا أنهم أكدوا عدم وجود أسرّة أيضًا". واستكمل: "نصحنى أحد الأطباء بأن أذهب إلى قسم الطوارئ بالمديرية للحجز لوالدتي في قائمة الانتظار، للحصول على سرير أو الذهاب إلى مستشفى خاص أفضل، وبالفعل ذهبت إلى قسم الطوارئ نظرًا لحالتنا المادية الصعبة، وبعدها بساعات تم الاتصال بي للحصول على سرير بمستشفى السادات والذي يبعد عن مركز الباجور بنحو 3 ساعات متواصلة، مما يشكّل عبئًا ماليًّا وجسديًّا لبعد المسافة عن المنزل". وأضاف سامح سيف، أحد الأهالي، أن ابنه كان يحتاج إلى عناية مركزة عقب حادثة دراجة نارية، وذهب إلى معظم مستشفيات المحافظة، ولكن دون جدوى، واضطر للذهاب إلى عناية مركزة خاصة بمركز شبين الكوم، حيث الليلة الواحدة ب700 جنيه، مما يمثل عبئًا كبيرًا على الأهالي. مشاجرات يومية بين الأهالي والأطباء والأمن للحصول على سرير
قال الدكتور محمد متولي، مدير مستشفى التعليمي بشبين الكوم، إن جميع الأسرة بالعناية المركزة مليئة بالمرضى ولا يوجد مكان خالٍ الآن، وأرجع السبب إلى كثرة الحوادث، خصوصًا الدراجات النارية التي تسبب ارتجاجًا بالمخ وحالات خطيرة تحتاج إلى العناية المركزة ولفترة طويلة. وأضاف متولي أن الأطباء يتعرضون يوميًّا لمشاجرات مع أهالي المرضى الذين يريدون أن يدخلوهم العناية المركزة، إلا أن هناك قلة في عددها، لتتناسب مع عدد المرضى يوميًّا.
وأكد محمود النحاس، أحد أفراد الأمن بالمستشفى الجامعي بشبين الكوم، تعرض أفراد الأمن يوميًّا للإهانة والمشاجرات مع أهالي المرضى لقلة الأسرة بالعناية المركزة وقيامهم بمحاولة التعدّي على الأطباء للحصول على حقهم في الرعاية، إلا أن معاناه كل المستشفيات من نقص الأسرة تتسبب في معاناة الأهالي والأطباء أيضًا. وكيل وزارة الصحة: رغم زيادة الأسرة هذا العام فإ المرضى وقائمة الانتظار أكثر
ومن جانبها أعترفت الدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أن هناك نقصا كبيرا في العناية المركزة بمستشفيات الحكومية بالمحافظة، رغم تأكيدها زيادة التجهيزات بالمستشفيات هذا العام وقيامها بتخصيص عنايات مركزة للأطفال، إلا أن عدد المرضى يوميًّا يزيد بالإضافة إلى قائمة الانتظار للحصول على سرير بالعناية المركزة.
وأضافت سرور: تم تخصيص قسم للطوارئ بالمديرية لتلقي شكاوى الأهالي للحصول على سرير بالعناية المركزة، وتقوم بتوفير سرير في المستشفيات التي يوجد بها مكان أو تضعه على قائمة الانتظار حتى إخلاء مكان. وأشارت وكيل الوزارة إلى ضم 11 سريرًا بالعناية المركزة بمستشفى سرس الليان خلال الأيام القادمة، نتيجة نقص الأسرة مع زيادة عدد المرضى الوافدين على المستشفى.