ظهرت الأميرة "كرييستنيا فيدريكا" شقيقة ملك اسبانيا اليوم بالمحكمة، في ظاهرة هي الأول من نوعها للعائلة المالكة، وذلك بعد أن وجهت إليها المحكمة العليا في جزر الباليار الإسبانية الشهر الماضي تهمًا بالتهرب الضريبي وغسل الأموال. وبحسب صحيفة "الجارديان البريطانية"، تعود القضية بشأن ارتكاب "مخالفات مالية" إلى عامي 2007 و 2008، وذلك فيما يتعلق باستخدامها لأموال من مؤسسة "نوس" غير الربحية التي كانت تشترك في ملكيتها مع زوجها بطل الألعاب الأولمبية السابق في كرة اليد، والذي اتهم رسميًا يوم 29 ديسمبر 2011 باختلاس 6.1 ملايين يورو من الأموال العامة مع شريك له. وأدرج اسم الأميرة كريستينا البالغة من العمر 48 عامًا، والتي تعتبر أصغر أبناء الملك السابق "خوان كارلوس" والذي تنازل عن العرش لصالح ابنه، فيليبي السادس، في لائحة الاتهام مع 17 شخصًا آخرين على الأقل، من بينهم زوجها إيناكي أوردانغارين الذي قد يواجه حكمًا بالسجن يصل إلى عشرين عامًا. وكانت النيابة العامة قد ألغت أول اتهام ضد كريستينا باستخدام النفوذ في 2013، لكن القاضي اتجه بعد ذلك إلى تقصي شكوك بالاحتيال الضريبي وتبييض أموال عن طريق المؤسسة التي يبدو أنها مولت بحوالي مليون يورو من أموال عامة، بجانب 89 اتهامًا آخر. وتكشف الحسابات اعتبارًا من 2004 نفقات مخصصة لتجديد فيلا العائلة في برشلونة بقيمة 436 ألف يورو، ونفقات خاصة تبلغ 262 ألف يورو، حثي اتهم أوردانغارين باستغلال صلاته الملكية للحصول على عقود سخية دون منافسة من حكومة الباليار لتنظيم وتسويق أحداث رياضية قبل انهيار السوق العقارية في 2008، حين كان لدى الحكومات المحلية وفرة في السيولة. ويرى القاضي خوسيه كاسترو أن "الجنح المالية التي يتهم بها أوردانغارين كان من الصعب أن تحدث لو لم تكن زوجته على علم بها على الأقل أو موافقة عليها". وأدلت كريستينا في فبراير الماضي بإفادتها أمام القضاء، حيث منحتها المحكمة إذنًا خاصًا بركوب سيارة حتى باب المحكمة "لأسباب أمنية"، مما أثار غضبًا عامًا لأن ذلك سمح للأميرة بالتملص من مئات كاميرات التلفزيون وأدى إلى احتدام الجدل بشأن التمييز في المعاملة من جانب القضاء، لا سيما أن المئات من المتظاهرين كانوا يرفعون في الشوارع المحاذية شعارات تدعو إلى الجمهورية وتطبيق المساواة. ودافع المحامون عن كريستينا بأنها لم تكن على علم بما يقوم به زوجها، حيث قالت في المحكمة في فبراير: إنها "تولي زوجها في كل شأن"، مؤكدة خلال الجلسة التي استمرت أكثر من 6 ساعات أنها "لا تعرف" وكررتها 188 مرة، فيما كررت "لا أتذكر" 55 مرة. وقال شريك زوجها رجل الأعمال "ديجو توريس" في برنامج تلفزيوني أمس الأحد: إنه "وكريستينا وأوردانغارين أبرياء لأن كل شئ تم بموافقة القصر".