سميرة سعيد، فنانة تمتلك كل إمكانيات النجومية، صوتها واختياراتها أغنياتها وإطلالاتها تجعلها مختلفة عن مطربات جيلها، بل وحتى الأجيال التالية لها، لا يمكنك تصنفيها بأنها مطربة الأغنيات الدرامية، فهى نفسها التى قدمت «قال جانى بعد يومين»، وهى أيضًا من أطلقت مؤخرًا «هوا هوا».. تجمع سميرة سعيد بين المرأة القوية والقادرة على أخذ حقها مهما كانت درجة عشقها لحبيبها، وهى أيضًا المصدومة بعد ترك حبيبها لها فى «بعد الرحيل»، وهى نفسها التى تفيق بعدما تجد أنها أضاعت الكثير من الوقت فى قصة حب يجب إنهاؤها، فتصرخ «كفاية كده». تحتفل الديفا سميرة سعيد اليوم بعيد ميلادها، بعد مشوار فنى طويل قدمت خلاله نحو 46 ألبومًا، وحوالى 500 أغنية، حرصت فيها على التنويع بين موضوعاتها، والاستعانة بشباب يقدمون لها ألوانًا جديدة من الموسيقى، ولعل ألبومها الأخير «عايزة أعيش» يشهد لها بذلك، فأكثر الأغنيات التى حققت صدى واسعًا لدى الجمهور كانت "هوا هوا"، و"ماحصلش حاجة"، وكلتاهما من كلمات شادى نور، وألحان بلال سرور، حتى إن متابعيها فى موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" صمموا فيديوهات لهم أثناء أدائهم الأغنيتين. تتغيب سميرة عن جمهورها لسنوات تعمل خلالها بجهد كبير لتقديم ألبوم أقوى من ألبوماتها السابقة، ويحمل اختلافًا فى مضمونه وشكله أيضًا، وذكاؤها دفعها لإجراء موازنة بين الحفاظ على جمهورها الذى شهد تألقها عند بداية ظهورها، وجمهور الشباب والمراهقين فى الوقت الحالى، والذى يعد القاعدة العريضة المتابعة لأعمالها، واختلافها هذا أو خروجها عن المعتاد، إن جاز لنا التعبير، لم يتمثل فقط فى الغناء، إنما أيضًا فى الأزياء، والاستعراضات والأداء الحركى التى تشارك بتقديمها فى بعض أغنياتها المصورة. وفى نفس الوقت لم تنس سميرة جمهورها العاشق للطرب والغناء البعيد عن الصخب الموسيقى، فتحرص على تقديم بعض الأغنيات له فى كل ألبوم، منها «ماعنديش وقت»، و«احتمال وارد»، و«ماضمنش نفسى» لتجمع بين الحزن والرومانسية. المشوار الطويل الذى بدأته سميرة قبل سنوات شهد مراحل عديدة، مرت بها النجمة مغربية النشأة، وأوضح الروح التى تضفيها سميرة على أغنياتها، فحتى إن قدمتها مطربات أخريات من شدة إعجابهن بها، لا يمكن لك أن تستبدلهن عن صوت الأصل لسميرة، فتمنح المشاعر والأحاسيس لتلك الأغنيات الدرامية منها «أنا كتير عليك»، والشقاوة والقوة بعد قرارها بالابتعاد عن حبيبها مثل «قال إيه»، و«بالسلامة».