أصبحت قريتا "الزرابى" و"دكران" التابعتان لمركز أبوتيج بأسيوط، مهددتين بالغرق بمياه الصرف الصحى، وذلك بعد أن فاضت أخوار المزرعة الخشبية بمياه الصرف، الأمر الذى أصبح يشكل خطورة كبيرة على آلاف المواطنين بالقريتين، خصوصا فى ظل مرور خطوط الضغط العالى فوق المزرعة الخشبية مما قد يهدد بكارثة بيئية. بدأ مشروع الصرف الصحى فى مركز أبوتيج فى عهد النظام السابق، ويخدم المشروع مدينة أبوتيج وبعض القرى التابعة لها بإجمالى 300 ألف مواطن، وتم الانتهاء منها عام 2009 وافتتاح المشروع الذى يتكون من محطة معالجة بطاقة 52 ألف م3/ يوم بنظام برك الأكسدة بتكلفة إجمالية 300 مليون جنيه، وكان مقررًا أن يتم تصريف المياه فى مزرعة خشبية مساحتها 300 فدان إلا أن وزارة الزراعة والكهرباء رفضا بسبب مرور خطوط الضغط العالى أعلى المزرعة. 10 أحواض لاستقبال 4 آلاف م3 يوميا من مياه الصرف يقول عبد العال الدقيشى، رئيس المجلس المحلى الشعبى السابق لمركز أبوتيج، إن 10 أحواض فى القرية تستوعب مياه الصرف الصحى لمدينة أبوتيج، التى تبلغ 4 ألف م3/ يوم حيث تتسرب مياه الصرف إلى أراضى القرية والأحواض ما هى إلا حفرة لها عمق محدد، وما أن تمتلئ سوف تُشكل خطرا على القرية، فضلاً عن تسببها فى انهيار أبراج الضغط العالى التى لا تبعد عن الأحواض سوى عشرة أمتار. الحلول المقترحة لمعالجة المشكلة يشير المهندس محمد صلاح، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط والوادى الجديد، إلى أن هناك 3 حلول للأزمة، وهى حل حالى وهو التصريف فى البرك وهى عبارة عن خور كبير، وتم الانتهاء منه ويجرى تصريف المياه على خور آخر، وحل مرحلى عن طريق إنشاء محطة لتنقية المياه ثم صرفها على ترع تروى الاراضى الزراعية وهو مرفوض من الأهالى لتأثيره على المزروعات وتمليح الأرض ويستغرق من 3 – 5 سنوات. وحل نهائى وهو إنشاء محطة رفع لتقوم بسحب المياه خلف الجبل الغربى لمزرعة شجرية على مساحة 10 آلاف فدان على بعد 25 كم تتكلف حوالى 350 مليون جنيه ويستغرق 8 سنوات. معاناة المواطنين يقول محمود صبحى، من أهالى قرية الزرابى، إن أحواض الصرف الصحى وتراكم المياه بها تسببت فى خروج كميات من الحشرات والزواحف والناموس لا حصر لها، وساعدت فى نشر العديد من الأمراض وانتقالها بسرعة بين المواطنين، لافتا إلى أن الخطر يكمن أيضًا فى انهيار هذه الأحواض وغرق مساكنهم إن لم يتم وضع حل عاجل لهذه الماساة. اصل المشكلة يؤكد عبد العال الدقيشى رئيس المجلس الشعبى المحلى السابق لمركز أبوتيج أن قرى الزرابى ودكران تعانى من مشكلة الصرف الصحى من عام 2009 ويضيف "نعيش فى كابوس بسبب الخوف على القريتين من الغرق من مياه الصرف وقد قمنا بالمطالبة بنقل المياه إلى غرب الكتله الجبلية فهذا الحل سوف يكون له مردود اقتصادى لذا قمنا بمقابلة المحافظ الذى حضر بنفسه وقام بمعاينة الوضع على الطبيعة فوعد بتقديم مذكرة إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء للموافقة على حل يخلص القرية من تلك الكارثة البيئية والصحية التى تحيط بأهالى القرية. صلاح عامر رئيس مركز ومدينة ابوتيج يقول "كان من المخطط استغلال مياه الصرف والتخلص منها فى نفس الوقت فى زراعة غابات شجرية على مساحه 300 فدان فى جبل الزرابى ولكن بعد معاينة الموقع فى عام 2010 أوضحت الدراسات أن الموقع الذى تم اختياره تحت أبراج الضغط العالى فتم رفض الموضوع من وزارة الزراعة، فكان الحل للتخلص من ناتج مياه الشرب والصرف الصحى هو تصريفه على مصرف قرية دكران ولكنه حل قابل للرفض من أهالى القرية ذلك لأن ناتج الصرف الصحى الطبيعى لقرية دكران يستخدم كمرحلة ثانية فى رى الأرض لكن عند صرف مياه صرف صحى أخرى يجعل الأرض تملح فكان الحل البديل والسريع هو عمل ما يسمى بخور لكن بعد مرور 6 سنوات امتلأ الخور فقمنا بعمل مجرى يصل بينه وبين خور آخر بجواره. ويضيف عامر أن الحل الآمن والقاطع يكمن فى عمل محطات رفع بطول 25 كيلومترا وراء الجبل الغربى فى الغنايم تقوم برفع ناتج الصرف الصحى على أرض مستوية مساحتها 10آلاف فدان يستخدم لاستصلاح الأراضى والزراعة بعد عمل تنقية ثلاثية لها ولكن المشكلة هى عدم توافر الاعتمادات المالية حيث يبلغ تكلفة المحطات 250 مليون جنيه، لذا قام المحافظ برفع مذكرة إلى رئيس الوزراء إبراهيم محلب لتوفير الاعتمادات المالية لحل المشكلة من أساسها لاستكمال الصرف الصحى لمدينة أبوتيج. محافظ أسيوط يتدخل لوضع حل عاجل للمشكلة أوضح المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط انه اجتمع مع أهالى مركز أبوتيج بحضور أعضاء مجلس النواب، وتم عقد اتفاق على صرف المياه على مصرف دكران وهى مياه محطة المعالجة الثلاثية وهى أفضل من مياه المصرف نفسه لافتًا إلى أن المحافظة لن تقوم بمشروع تضر به الأهالى وعرض بعض الفيديوهات على الإهالى لمحطة معالجة مماثلة والمياه المنتجة وتحليل عينات منها ودعاهم لزيارة المحطة لمشاهدة عملية المعالجة بأنفسهم واقتنع الاهالى وتمت قراءة الفاتحة لتبركة الاتفاق.